بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 27/10/2022 - 23:00
الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي. - حقوق النشر أ ب
توعد الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي الخميس بالرد على من يهددون أمن بلاده، بعد هجوم استهدف ضريحا شيعيا وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، مما يهدد بتأجيج التوتر وسط احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة.
وقال خامنئي في رسالة تعزية نقلها التلفزيون الرسمي "الضالعون في هذه الجريمة سيعاقبون حتما"، ودعا الإيرانيين إلى أن يكونوا متحدين. وأضاف بعد يوم من الهجوم الذي أودى بحياة 15 شخصا "من واجبات الشعب الإيراني والأجهزة المعنية بالحفاظ على الأمن وكذلك السلطة القضائية والنشطاء أن يكونوا متحدين أمام العدو... وعملائه الخونة أو الجاهلين".
ودعوة خامنئي للوحدة موجهة في الغالب على ما يبدو للموالين للحكومة وليس المتظاهرين الذين تعتبر السلطات حركتهم المستمرة منذ نحو ستة أسابيع تهديدا للأمن القومي.
تواجه المؤسسة الدينية في إيران احتجاجات واسعة النطاق منذ وفاة مهسا أميني، الكردية البالغة من العمر 22 عاما، بعد احتجاز الشرطة لها في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي. ويرفع المتظاهرون شعارات الموت لخامنئي وأخرى تطالب بإسقاط الحكم الإسلامي خلال الاحتجاجات، التي أصبحت واحدة من أجرأ التحديات التي تواجه رجال الدين الذين يتولون الحكم منذ ثورة 1979.
وقال مسؤولون إيرانيون إنهم اعتقلوا مسلحا نفذ الهجوم على مرقد شاه جراغ في مدينة شيراز. وألقت وسائل إعلام حكومية باللوم على "إرهابيين تكفيريين"، وهو وصف تستخدمه طهران للإشارة إلى مسلحين متشددين من السنة مثل تنظيم الدولة الإسلامية. وصرح مسؤول كبير بأن المسلح الموقوف في حالة حرجة، بعدما أطلقت الشرطة النار عليه.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية عن إسماعيل محبي بور مساعد حاكم إقليم فارس حيث وقع الهجوم القول "لم نتمكن بعد من استجوابه". وأظهرت لقطات سجلتها كاميرات مراقبة أمنية وبثها التلفزيون الرسمي يوم الخميس المهاجم وهو يدخل الضريح بعد أن خبأ بندقية في حقيبة وأطلق النار بينما كان المصلون يحاولون الفرار والاختباء في الممرات.
وفي وقت لاحق، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجمات سابقة في إيران، من بينها هجومان في 2017 استهدفا البرلمان وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.
حكم التنظيم في أوج قوته ملايين الأشخاص في الشرق الأوسط وأثار الرعب حول العالم بهجمات تفجير وإطلاق نار أسقطت قتلى، لكنه توارى منذ أفوله. وعادة ما تتهم إيران الغرب ومنافستيها الإقليميتين إسرائيل والسعودية بالتحريض على الهجمات. وتنفي السعودية ذلك فيما تحجم إسرائيل في أغلب الأحيان عن التعليق على تحركاتها ضد الجمهورية الإسلامية.
تزامن مقتل الزوار الشيعة يوم الأربعاء مع وقوع اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين خرجوا للتظاهر في ذكرى مرور 40 يوما على وفاة أميني. وربما كان القادة الإيرانيون يأملون أن يؤدي الهجوم على الضريح إلى صرف الانتباه عن الاضطرابات، لكن لا توجد إشارة على حدوث ذلك.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ان متظاهرين غاضبين من مقتل متظاهر "في ظروف مشبوهة" حطموا واجهات البنوك ومكتبا للضرائب ومباني عامة أخرى في مدينة مهاباد بشمال غرب البلاد. وقالت الجماعة الحقوقية الكردية هنجاو إن قوات الأمن قتلت على الأقل خمسة أشخاص خلال الاحتجاجات يوم الخميس في شمال البلاد، الذي يعيش فيه كثير من الأكراد.
وقتل ثلاثة في مدينة مهاباد واثنان آخران في مدينة بانا. ولم يتسن لرويترز التأكد من صحة هذه التقارير. وأشارت جماعات حقوقية إيرانية لتقارير غير مؤكدة تفيد بأن بعض أفراد عائلة أميني يخضعون للإقامة الجبرية. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه التقارير.
ولم تعلن السلطات، التي اتهمت الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى بإثارة ما تسميه "أعمال شغب"، عن عدد قتلى الاحتجاجات، لكن وسائل الإعلام الرسمية قالت إن نحو 30 من أفراد قوات الأمن قتلوا. وقالت وكالة أنباء تسنيم إن فردا من الحرس الثوري قتل في منطقة طهران على يد "مثيري الشغب" باستخدام قنبلة يدوية.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان في منشور إن 252 متظاهرا على الأقل قتلوا في الاضطرابات، بينهم 36 قاصرا. وأضافت أن 30 من أفراد قوات الأمن قتلوا واعتقل أكثر من 13800 شخص حتى يوم الأربعاء في احتجاجات في 122 مدينة وبلدة ونحو 109 جامعات.