حمل زوجتي يمنعني الاستعفاف

منذ 7 أشهر 130

حمل زوجتي يمنعني الاستعفاف


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/4/2024 ميلادي - 27/9/1445 هجري

الزيارات: 637


السؤال:

الملخص:

رجل متزوج يشكو أن زوجته عندها مشكلة صحية، تمنعه الاستعفاف بها مدة حملها؛ لذا فهو يفكر في الزواج مرة أخرى، وهذا الأمر يؤرقه، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا أبلغ الثانية والأربعين من العمر، أبٌ لبنتين، الكبرى عمرها أربع سنوات ونصف، والصغرى عمرها ثلاث سنوات، زوجتي عندها مشكلة صحية تمنعني من جماعها طوال مدة حملها؛ ما يضطرني إلى الاستعفاف بالصوم وطلب العلم؛ حتى لا يشتغل فكري بالوقوع في الحرام، أفكر في الزواج بأخرى، وهذا الأمر يؤرقني ويشغل فكري كثيرًا، فضيلتكم الموقرة، أريد حلًّا لمشكلتي، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: في الحقيقة ليس لديك مشكلة معضلة، فما دامت زوجتك تعاني من أمور تمنعك من كمال الاستعفاف بها، وهذا نقص في هدف من أهداف الزواج؛ وهو الاستعفاف، فاستَخِرِ الله سبحانه في الزواج من الثانية، ما دمت قادرًا على متطلبات الزواج.

ثانيًا: الله الحكيم سبحانه شرع جواز التعدد؛ لِما يعلمه من أحوال عباده، وحاجة بعضهم للتعدد؛ لأسباب كثيرة؛ منها:

1- الاستعفاف.

2- ومنها إنجاب الذرية الصالحة.

3- ومنها ما قد يعتري بعض البيوت من نقص المحبة والأُلفة، وهذا يؤثر جدًّا في تحقيق أهداف الزواج من السكن والمودة، والرحمة والاستعفاف؛ التي قال عنها سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

4- ورغبة بعض الرجال في إمساك الأولى؛ إكرامًا لها ولأبنائه منها، وتقديرًا لحسن أخلاقها.

ثالثًا: ينبغي لك إن رغبت في التعدد أن تنوي به نية صالحة لإعفافك، وإعفاف امرأة مسلمة، وإنجاب ذرية صالحة.

رابعًا: ولِما سبق، فلتكن استخارتك مبنية على أمرين؛ هما:

1- النية الصالحة.

2- وتفويض الأمر لله سبحانه تفويضًا كاملًا؛ لأنه سبحانه هو الرزاق، وهو العليم الخبير الذي يعلم ما فيه صلاح لك في دينك ودنياك؛ كما قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

خامسًا: اجتهد في السؤال عن دين الزوجة الجديدة، وعن أخلاقها، وعن دين أهلها وأخلاقهم، ثم استخِرِ الله بتجرد كامل، أقول هذا لأنه ثبت لي أن البعض يتساهل في التحري عن الدين والأخلاق، ويغرُّهم بريق الجمال، وخدع المظاهر، ثم تقع الفأس بالرأس، والندم تلو الندم.

سادسًا: إذا استخرت في الزواج، فإن صرفت عنه، فلعل في الصرف والصبر خيرًا عظيمًا لك؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

سابعًا: وإن انشرح صدرك للزواج وأنت قادر على متطلباته، ومحسن للنية، فتوكَّل على الله سبحانه، فسيوفقك ولن يضيعك؛ قال سبحانه: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، ومما قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

حفِظك الله، ووفَّقك لِما فيه الخير لك ولزوجتك ولأبنائك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.