حكم وصف غير اللَّه بالقوي

منذ 1 سنة 227

السؤال:

القوي من أسماء اللَّه الحسنى حكم وصف شخص او شيء معين بالقوة؟ مثلا اقول إن هذاك الشخص قوي او اقول إن هذاك الشخص ضربني ضربة قوية وهل يفرق الوصف مع ال او بدون ال؟ انا اقصد مع ال القوي او القوة واقصد بدون ال قوي او قوة يوجد رياضة اسمها كاليسثينكس مصطلح اسم الرياضة هذه من كلمة القوة وكلمة الجمال ما حكم لعب هذه الرياضة؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:

فمن المعلوم عند سائر العقلاء أن الوجود ينقسم إلى قديم ومحدث وواجب وممكن، فالقوة والإرادة والرحمة والمحبة، وغيرها تنقسم إلى قوة وإرادة ورحمة ومحبة الخالق، قوة وإرادة ورحمة ومحبة المخلوق، وصفة الله أكمل وأتم من صفة المخلوق، فلا نسبة بين صفة العبد وصفة الرب، كما لا نسبة بين ذاته وذاته، والله تعالى يوصف بها على وجه لا يماثل أحدًا من المخلوقين، فما يثبت للرب أعظم من كل ما يثبت لكل ما سواه بما لا يدرك قدره، وإن كان بين كل قسمين قدرًا مشتركًا، وذلك القدر المشترك هو مسمى اللفظ عند الإطلاق، وهو المعنى الموجود في الذهن، ولكن عند تقيده بأحد المحلين تقيد به، وهو الكيف الخارجي، فإذا قيل: وجود الله وماهيته وذاته اختص هذا بالله، ولم يبق للمخلوق دخول في هذا المسمى، وكان حقيقة لله وحده، وأيضًا إذا قيل وجود المخلوق وذاته اختص ذلك بالمخلوق، وكان حقيقة للمخلوق، ولا يدخل الخالق في هذا المسمى؛ ومن فهم هذا فهم ما روى عن السلف الصالح، مالك وربيعة وغيرهما: الاستواء معلوم – وهو المعنى الذهني عند الإطلاق - والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال - عن الكيفية – بدعة؛ لأنه سؤال عما لا يعلمه البشر وهو الكيف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على المنطقيين (ص: 155): "..... ولهذا كان الحذاق يختارون أن الأسماء المقولة عليه وعلى غيره مقولة بطريق التشكيك، ليست بطريق الاشتراك اللفظي ولا بطريق الاشتراك المعنوي الذي تتماثل أفراده؛ بل بطريق الاشتراك المعنوي الذي تتفاضل أفراده، كما يطلق لفظ البياض والسواد على الشديد كبياض الثلج وعلى ما دونه كبياض العاج، فكذلك لفظ الوجود يطلق على الواجب والممكن، وهو في الواجب أكمل وأفضل من فضل هذا البياض على هذا البياض؛ لكن هذا التفاضل في الأسماء المشككة لا يمنع أن يكون أصل المعنى مشتركًا كليًا، فلا بد في الأسماء المشككة من معنى كلي مشترك، وإن كان ذلك لا يكون إلا في الذهن، وذلك هو مورد " التقسيم ": تقسيم الكلي إلى جزئياته، إذا قيل الموجود ينقسم إلى واجب وممكن؛ فإن مورد التقسيم مشترك بين الأقسام، ثم كون وجود هذا الواجب أكمل من وجود الممكن لا يمنع أن يكون مسمى الوجود معنى كليًا مشتركًا بينهما، وهكذا في سائر الأسماء والصفات المطلقة على الخالق والمخلوق: كاسم الحي والعليم والقدير والسميع والبصير، وكذلك في صفاته كعلمه وقدرته ورحمته ورضاه وغضبه وفرحه، وسائر ما نطقت به الرسل من أسمائه وصفاته... وقد علم أن الموجود ينقسم إلى واجب وممكن، وقديم وحادث، وغني وفقير، ومفعول وغير مفعول، وأن وجود الممكن يستلزم وجود الواجب، ووجود المحدَث يستلزم وجود القديم، ووجود الفقير يستلزم وجود الغني، ووجود المفعول يستلزم وجود غير المفعول؛ وحينئذ فبين الوجودين أمر مشترك، والواجب يختص بما يتميز به فكذلك القول في الجميع". اهـ. مختصرًا.

أما ممارسة اللعبة المذكورة، فمباح إن كانت خالية من المحاذير الشرعية،، والله أعلم.

  • 0
  • 0
  • 4