حكم شراء شهادة جامعية

منذ 1 سنة 352

السؤال:

لقد رسبت مرتين في الجامعة بسبب إهمالي وقررت ترك الدراسة بسبب ان ابي يحتاجني معه في العمل لأن أبي كبير سناَ ولديه بعض ألامراض وان لم اترك الجامعة سوف تصبح سنواتي في الجامعة 6سنوات بدل 4سنوات وهذه مدة طويلة وبعد شهور من تركي للجامعة بدأ ينتابني شعور بالحزن لاني لم انل شهادة جامعية وتفكير كثير وبدأت اسأل الناس عن شهاداتهم وافتش في الملفات الشخصية للمشاهير والناس العوام أين درسو وبماذا تخرجو بدأت أشعر أني ناقص بدون الشهادة الجامعية فهل استطيع شراء شهادة مع العلم اني جيد في مجالي وأشعر اني استحقها

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعـد:

فإن علاج ما أنت فيه هو أن تحقيق منزلة الرضا بما قسمه الله تعالى وقدره؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وارْضَ بما قسم الله لك، تكن أغنى الناس))؛ رواه أحمد والترمذي، ورى مسلم عن عبد الله بن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((قد أفلح من هُدِيَ إلى الإسلام ورُزق الكفاف وقنع)).

فمن قنع بما قسم له ولم يطمع فيما في أيدي الناس استغنى عنهم، وليس الغنى بكثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس؛ لأن معنى الغنى عدم الاحتياج إلى الغير، فمن رضي بما قسم الله له من الرزق ولم يطلب الزيادة يكن فردًا سابقًا في الاستغناء عن الناس، ومن لم يقنع لم يشبع أبدًا؛ ففي القناعة العز والغنى والحرية وفي فقدها الذل، وليس هذا في المال فقط وإنما في كل شيء.

ومن أفضل ما يُعِينُ على الرضا النظر لمن هو دُونَكَ؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((انظروا إلى مَنْ أَسْفَلَ منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألَّا تَزْدَرُوا نعمة الله))؛ رواه مسلم وغيره، قال  النووي: "قال ابن جرير وغيره: "هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن الإنسان إذا رأى من فُضِّل عليه في الدنيا؛ طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها؛ ظهرت له نعمة الله تعالى عليه؛ فشكرها، وتواضع، وفعل فيه الخير".اهـ.

وأيضًا فإن من حكمة الله تعالى أن فاضل بين عباده؛ لأن الناس لو كانوا على مستوى واحد في رزقهم وإمكاناتهم؛ لما قامت الحياة، ولتعطلت كثير من الأعمال؛ وقد أشار الله - سبحانه - إلى هذه الحكمة بقوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف:32].

أما شراء شهادة مزورة فلا يجوز؛ وحرمة هذا من الأمور البديهية التي يتساوى في علما العالم والجاهل؛ وفي الصحيحين عن أسماء، أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن لي ضرة، فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المتشبع بما لم يُعْطَ كلابس ثوبي زور»، وقوله: (المتشبع): المتزين، والمتظاهر، شُبه بالشبعان، (كلابس ثوبي زور)، كمن يلبس ثوبين مستعارين، أو مودوعين عنده يتظاهر أنها ملكه.

هذا؛ والله أعلم.
 

  • 0
  • 0
  • 0