حسن نصر الله يتحدث عن الأزمة الاقتصادية في لبنان.. وهذه شروطه لانتخاب رئيس جديد

منذ 1 سنة 229

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن "الهمّ الأساسي الذي يحكمنا جميعًا في لبنان، هو ما يرتبط بالموضوع الاقتصادي والمعيشي، الذي هو اليوم همّ كلّ اللبنانيين، بل همّ كلّ المقيمين على الأراضي اللبنانية لأنهم جميعًا يتأثرون بهذا الوضع".

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عنه في خطابه بمناسبة الذكرى الـ30 ‏لانطلاقة "المركز الاستشاري للدراسات"، قوله إنه يجب ألا "نيأس أو نستسلم لأنّ هناك من يُحاول أن يُشيع أجواء أنه لا يمكن عمل أيّ شيء وهذه هي الحقيقة والواقع والأفق مسدود والطريق مسدود وليس لديكم خيارات يا لبنانيين سوى أن تقبلوا بهذا الواقع وتعيشوا تحت أعبائه القاسية والمؤلمة، أو تجهزوا حقائبكم وتُهاجروا"، حسب قوله.

وأكد أن "أهم شيء للخروج من هذا المأزق، هو الأمل، عدم اليأس، عدم الإحباط، الثقة بالقدرة الوطنية وقدرة العقول الموجودة في لبنان على أن تُنتج الحلول وعلى أن نَخرج من هذا الوضع الصعب، وأن إنقاذ الوضع الاقتصادي هو مسؤولية الجميع، ولا أحد يستطيع إلقاء المسؤولية على عاتق الآخرين".

وحذر نصر الله بحسب ما نقلت عنه الوكالة، من أن "أي خطط أو برامج لا تستند إلى رؤية كاملة وشاملة وواضحة وعلمية ومدروسة، يأخذنا إلى التعب واستهلاك الوقت واستهلاك الإمكانات والتخبّط والاصطدام بالجدران".

وتحدث نصر الله عن أهم أسباب الأزمة الحالية في لبنان ومنها: الفساد الإداري والمالي المتعمق في الدولة اللبنانية، والقصور والتقصير الإداري والقيادي، وفقدان روح المسؤولية، وخضوع التعيينات الإدارية والمواقع القيادية للمحسوبيات، والمحاصصة الطائفية وهي أمر لا مهرب منه لأن نظامنا طائفي"، حسب وصفه.

كما انتقد الأمين العام لحزب الله "فتح الباب لشراء سندات الخزينة لتمويل المشروعات وما كان عليها من فوائد غير مسبوقة مما خلق ديونا هائلة على الخزينة، وجعل المواطنين يفضلون الاستثمار في الخارج بدلا من عمل مشروعات في الداخل ليستفيدوا من الأرباح"، وأوضح أن الوضع الاقتصادي والمالي بُنيَ وهذه السياسات في لبنان بُنيت على حسابات سياسية خاطئة"، حسب ما نقلت عنه الوكالة.

وأكد أن "تبعات الحروب الداخلية أيضًا رتّبت أعباء كبيرة على الوضع الاقتصادي والمالي، ومنها، إعادة الإعمار بعد الحروب الداخلية، ملف المهجرين، وتبعات الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، بجانب العقوبات والحصار والأعباء التي تتحملها الدولة فيما يتعلق بالنازحين والذي يكلفها مليارات الدولارات سنويا".

وأشار إلى أن لبنان "طلب من دول له اتصالات معها للاستثمار في لبنان، ولكنهم كنوا يقولون إن الأمريكيين أبلغوهم أن ذلك ممنوعا وهم لا يمكن أن يخالفوا الأمريكيين كما أن البنك الدولي وصندوق النقد يضعان شروطا تعجيزية، لمنع الدولة ‏اللبنانية حتى من قبول الهبات، مثل ما يحصل بالهبة الإيرانية والهبة الروسية"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة.

وقال نصر الله إن "كل ذلك يحصل منذ عام 2019 هو الذي ‏قصدته عندما تكلمت بذكرى مقتل قاسم سليماني عن النسخة الأولى للمشروع ‏الأمريكي من عام 2000 إلى 2011، والنسخة الثانية من عام 2011 إلى عام 2019 ‏وهذه النسخة الثالثة، هذا لا يعني أنهم سيتوقفون عن إشعال الحروب، ولكن الحروب أصبحت ‏في مكان أخر بعد تقييمات كبيرة لهم، فقد عادوا إلى الحرب بالواسطة، وهو ما حدث في سوريا والعراق واليمن"، حسب زعمه.

وأشار إلى أنه "بالعودة إلى الرؤية التي قامت على حسابات سياسية خاطئة، على ماذا قامت ‏الرؤية كلها في التسعينات؟ على أن المنطقة في التسعينات تتجه إلى ما يسمى بالسلام مع ‏إسرائيل، أنه توجد تسوية مع إسرائيل، وكان يقال لنا إن المنطقة ستتغير، وأذكر بعض الجمل مثلاً: (سترون الاعلام الاسرائيلية خلال سنة ‏أو سنتين في دمشق، سفارة إسرائيلية في دمشق، الأعلام الإسرائيلية في سوق الحميدية" ومن ثم كل هذه الرؤية بنيت على حسابات سياسية خاطئة".

وأضاف "أنا أرى أنه لن توجد تسوية مع إسرائيل، فاليوم النقاش لم يعد نقاشا أنه ‏يوجد تسوية مع إسرائيل ويوجد سلام في المنطقة أو لا يوجد، لكن النقاش حتى عند الإسرائيليين ‏أنفسهم، عند الجنرالات العسكريين والأمنيين أنه هل ‏إسرائيل باقية؟ هل هي باقية لسنة 2080؟ هل هي باقية بعد 10 سنوات أو عشرين سنة؟".

وأوضح "أن ما حدث في سوريا هي إحدى ‏المحاولات للمجيء بنظام سياسي يعطي الجولان لإسرائيل أو أن يأجّرها إياها 99 سنة، هذا ‏انتهى وفشل، إذا لا يوجد تسوية، علينا أن نبني رؤيتنا على حساب أنه يوجد (عدو) يهدد لبنان ولديه أطماع في لبنان وبالتالي لا يوجد وضع مستقر بوجود هذا العدو"، حسب قوله.

ومع ذلك أشار نصر الله إلى أنه "يوجد نقاط قوة ‏كبيرة في لبنان وبخاصة موقعه للمنافسة في السياحة مع تركيا ودول الخليج وفي قطاع الخدمات وفي قطاع الموانئ والمطارات والفنادق والبنى ‏التحتية، وأول نقاط القوة عند اللبنانيين هي الإنسان والموقع الجغرافي والمياه ‏وكلها تذهب إلى البحر، هذه نقطة قوة، سوف يأتي وقت يمكن أن تصبح فيه المياه ‏أغلى من النفط".

وأضاف نصر الله "لدينا الأمن، لبنان فرغم كل الوضع ‏الموجود وبالرغم من وجود بعض المشاكل بسبب الوضع الاجتماعي، لكن نسبة الأمن الداخلي الموجودة في لبنان ‏نسبة متقدمة، الأرقام والشواهد والتلفزيونات والفضائيات والـCNN، لبنان أكثر أماناً من كثير من ‏الولايات المتحدة لأنه لا أحد يريد توترا ولا أحد يريد حربا أهلية. توجد قلة تحب ذلك، تعيش على ذلك، لكن هؤلاء لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا".

وأكد بحسب الوكالة، "أن النفط والغاز أيضا من عناصر قوة لبنان فهذه ثروة هائلة مقابل المياه اللبنانية وهي ثروة هائلة كما أن السوق الأوروبية والدولية متلهفة للطاقة".

وشدد على الحاجة في لبنان إلى "سلطة سياسية وموقف شجاع، نريد دولة شجاعة تأخذ موقفا تصمد ‏تتحدى تأخذ قرارات جريئة، إذا بقينا هكذا كما نحن يعني هناك مشكلة حقيقية، نريد ‏دولة قادتها وزعمائها ورؤسائها ووزرائها ونوابها وكل من يتحمل مسؤولية فيها ‏عليه أن يقدم المصلحة العامة على المصالح الشخصية أمام التهديدات والعقوبات، ‏هذا هو استقلالية القرار".

ودعا نصر الله "إلى مراقبة موضوع الأردن ومصر على وجه التحديد كأول دولة أقامت سلاما مع إسرائيل وملتزمة به التزاما دقيقا، لكن ما هو الحال في مصر حاليا؟ وتساءل: هل لبنان أهم للخليج من مصر أو أهم لأمريكا من مصر؟ هل لبنان أهم للسعودية من مصر؟ ما الذي ينقص دول الخليج أن تأتي بـ100 مليار، 200 مليار، ‏‏300 مليار، يحسبوا حالهم عم يلعبوا كرة قدم، وتستنهض توجد دولة عربية على حافة ‏الانهيار"، حسب قوله.

وأكد نصر الله: "اليوم لبنان بلد آمن، آمن ‏ليس فقط في الأمن الداخلي، فإسرائيل لا تجرؤ أن تعتدي على لبنان، لا ‏تجرؤ أن تقصف في لبنان، ومن أوجد ذلك هو المعادلة الذهبية للجيش والشعب والمقاومة خاصة".

وقال نصر الله: "في المنطقة ‏هنا غير مسموح بدولة قوية ولو كانت وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل لا مصر ‏ولا الأردن، حتى لو كانت حليفاً موثوقاً، يجب على الجميع أن يبقى ضعيفاً ومحتاجاً ‏وكل شعوب منطقتنا تبقى تركض وراء الخبز والمازوت والبنزين وحبة ‏الدواء وحليب الأطفال".

وختم نصر الله بقوله: "نُصرّ على أنه عندما نتكلم عن رئيس ‏جمهورية، لسنا نُفتش على رئيس لنقطّع 6 سنوات جديدة، إذا أكلمنا هكذا البلد ذاهب نحو الانهيار، لذلك ‏لا يوجد وقت، نُريد رئيس جمهورية لتأتي معه حكومة ليكون هناك ‏إمكانية لإنقاذ البلد، وإذا أردتم أن نذهب لرئيس جمهورية لنقطّع 6 ‏سنوات كيفما كان، هذا سهل، الجلسة القادمة، الخميس المقبل، ولكننا نصر على السيادية، فالسيادية شعار فارغ في العلن ولكنها عندنا شرط أساسي من شروط ‏النهوض الاقتصادي في المرحلة المقبلة".