حزنت لزواج معلمتي

منذ 1 سنة 201

حزنت لزواج معلمتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/9/2023 ميلادي - 6/3/1445 هجري

الزيارات: 25



السؤال:

الملخص:

فتاة متعلقة بمعلمتها؛ لأنها عوَّضتها عن الحب والحنان اللذين افتقدتهما، فلما تزوَّجت معلمتُها، شعرت بالحزن، ولم تتقبل فكرة أن زوجها يملِكها ويستمتع بها من فرْط تعلُّقها بها، وتسأل: ما هذا الشعور؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لي معلمة، أعتبرها أختي الكبيرة، تعاملني بعطف، وحنان، وحبٍّ، عوَّضتني عن الحب والحنان اللذين افتقدتهما، تزوجَتْ معلمتي، ففرحتُ لها من كل قلبي، لكني في الوقت نفسه حزنتُ، فلم أحتمل فكرة أنها أصبحت ملكًا لشخص آخر – زوجها – يأخذ منها ما يريد، ويستمتع بها كما أحلَّ الله، مع أنها لم تغيِّر معاملتها معي، وهذا الشعور ليس شعورًا بالغَيرة، فأنا أحبها في الله، وليس لديَّ مشكلة في الزواج؛ فهو أمر راقٍ وسامٍ، لكن لا أعرف لماذا يزعجني زواجها، وأن شخصًا آخرَ حظيَ بها؟ أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فهذه النفس التي بين جنبيكِ - أيها الإنسان - لها انطلاقة لا بُد أن تُضبط، وأن تُلجَمَ في بعض الأحيان؛ فهي طامحة للأُنس، وراغبة في الملذات، وبلا قيدٍ ولا شَرط.

ومن المعلوم لكل عاقل أن الأُنس والملذات منها ما هو نافع، ومنها ما هو ضار، وشريعتنا الإسلامية أباحت النافع، وحرمت الضار.

وهذه المقدمة التي قَدَّمْتُ بها إجابتي هي من باب التمهيد والتوطئة لأمرٍ مهم؛ ألا وهو الفرق الدقيق بين الصداقة والتعلُّق.

ولا شك أنه حينما يجد الإنسان مَن يشاركه اهتماماته، ويُصغي إلى حديثه، ويواسيه في آلامه، فإنه ينجذب إليه، وتَأْلَفُهُ نفسُه، وهذا أمرٌ حَسَن، ولكن أن يتعدى الأمر من مجرد الإلْفِ والمحبة إلى نَزعة التملُّك والاستئثار بهذا الشخص عن الآخرين، فهنا مَوضِع الخلل، ومَوطِنُ الزَّلَل.

ولذلك لا بُد من ضبط العواطف والنَّأيُ بها عن كل ما من شأنه القَدحُ في نزاهة الإنسان، وطهارةِ قلبِه؛ فهذا المزلق العاطفي أوقع البعض في انحرافاتٍ أخلاقية، وتصوراتٍ دنيئة، ينبغي على المسلم الترفع عنها.

واعلمي أن الحب في الله مختلفٌ عما ذكرتِ في سؤالكِ؛ فقد يُلبِّسُ الشيطان على الإنسان نيته ومقصده؛ فالحُب في الله يختلف عن حُب توافق الطبائع، والارتياح للصفات الشخصية الخَلقِيَّة والخُلُقِيَّة، فهو حُبٌّ سببه الاجتماع والتوافق في الإيمان والعمل الصالح.

ولذلك أوصيكِ - أختي الكريمة - بالانشغال بما ينفعكِ، والحرص على تقوية إيمانكِ، وتوجيه عاطفتكِ إلى المسار الصحيح.

واستعيني في تحصيل ذلك بدعاء الله سبحانه، والاستعانة به، وصِدق الَّلجَأ إليه، ثم البدء بخطوات عملية تُحرِّرُكِ من رِبْقَةِ هذا الانحراف العاطفي؛ مثل: الابتعاد التدريجي عنها، والتخفيف من التواصل معها، وتكوين صداقات سليمة وصافية من التعلق والانجذاب، تُوضَع فيها حدود للتواصل، وتُضبَط فيها العواطف.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.