تقرير: بعد أن تخلت واشنطن عنهم.. روسيا تجند قوات خاصة أفغانية للقتال في أوكرانيا

منذ 2 سنوات 214

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 01/11/2022 - 09:34

أفراد القوات الخاصة الجدد في الجيش الأفغاني يحضرون حفل تخرجهم في مركز التدريب العسكري في كابول في أفغانستان في 17 يوليو 2021

أفراد القوات الخاصة الجدد في الجيش الأفغاني يحضرون حفل تخرجهم في مركز التدريب العسكري في كابول في أفغانستان في 17 يوليو 2021   -   حقوق النشر  AP Photo

بعد ليبيا وسوريا يبدو أن روسيا تجند من جديد أفراداً غير روسيين لإرسالهم للقتال في أوكرانيا مقابل وعود بحياة أفضل. الحديث هنا تحديداً عن الأفغان من جنود القوات الخاصة الذين قاتلوا إلى جانب الولايات المتحدة، ثم فروا من بلادهم بعد استيلاء طالبان مجدداً على الحكم وخذلانهم من قبل واشنطن. نقلت وكالة أسوشيتد برس عن ثلاثة جنرالات أفغان سابقين أن أفراد القوات الخاصة تلك، بعدما فروا إلى إيران، باتوا يُجندون من قبل الجيش الروسي للقتال في أوكرانيا.

وفقاً للجنرالات فإن الروس يريدون جذب الآلاف من أفراد قوات الكوماندوز الأفغانية السابقة إلى "فيلق أجنبي" من خلال عرض رواتب شهرية بقيمة 1500 دولار ووعود بملاذات آمنة لهم ولعائلاتهم لتجنب الترحيل إلى ديارهم، حيث يخشون على حياتهم من بطش طالبان.

لا خيارات

يقول عبد الرؤوف أرغانديوال، أحد الجنرالات الثلاثة، إن هؤلاء الجنود لا يريدون القتال لكن لا خيارات أخرى أمامهم. مضيفاً أن العشرات من الكوماندوز في إيران الذين راسلهم يخشون الترحيل أكثر من غيرهم، ويطلبون منه اقتراح حلول أخرى تثنيهم عن قرارهم.

وقال أرغانديوال إن عملية التجنيد تجري بقيادة قوة المرتزقة الروسية المعروفة باسم مجموعة فاغنر، وأضاف أن أحد المجندين أرسل له التالي:"تحصل على تدريب عسكري في روسيا لمدة شهرين، ثم تذهب إلى خطوط المعركة".

أما هبة الله علي زاي، وهو أحد الجنرالات الثلاثة وآخر قائد للجيش الأفغاني قبل تولي طالبان زمام الأمور، فيقول إن هذه الجهود كانت مدعومة أيضاً من قبل قائد سابق في القوات الخاصة الأفغانية عاش في روسيا ويتحدث الروسية.

تحذيرات استباقية

تأتي أخبار التجنيد الروسي بعد أشهر من تحذيرات أطلقها جنود أمريكيون، قاتلوا مع القوات الأفغانية الخاصة، من نية طالبان قتل هؤلاء الجنود المتحالفين مع واشنطن، وأنهم قد ينضمون إلى أعداء الولايات المتحدة للانتقام منها أو للحفاظ على حياتهم.

بالنسبة لمايكل مولروي، ضابط متقاعد من وكالة المخابرات المركزية خدم في أفغانستان، فإن ما يحصل كان في إطار المتوقع لأن الولايات المتحدة لم تف بوعودها تجاه هؤلاء الجنود مضيفاً أن الكوماندوز الأفغان كانوا مقاتلين شرسين وذوي مهارات عالية.

كانت مجلة فورين بوليسي قد ذكرت الأسبوع الماضي تفاصيل هذه الجهود بناء على معلومات من مصادر عسكرية وأمنية أفغانية لم تسمّها.

أيضاً يأتي التجنيد في الوقت الذي تتأرجح فيه القوات الروسية من التقدم العسكري الأوكراني، ومع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعبئة وصفت بالمتعثرة، دفعت بما يقرب من 200 ألف رجل روسي إلى الفرار من البلاد هرباً من الخدمة العسكرية.

ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية على الأمر في حين رفض متحدث باسم يفغيني بريغوزين، الذي اعترف مؤخراً بأنه مؤسس مجموعة فاغنر، فكرة بذل جهد مستمر لتجنيد جنود أفغان سابقين ووصفها بأنها "هراء مجنون".

كما لم ترد وزارة الدفاع الأمريكية أيضاً على طلب للتعليق من وكالة أسوشيتد برس، لكن مسؤولاً كبيراً أشار إلى أن التجنيد لم يكن مفاجئاً نظراً لأن فاغنر حاولت وجندت أفراداً في عدة دول أخرى.

أرض المعركة ولا بطش طالبان

من غير الواضح عدد أفراد القوات الخاصة الأفغانية الذين فروا إلى إيران الذين استدرجهم الروس، لكن أحدهم أخبر وكالة أسوشييتد برس أنه كان يتواصل من خلال خدمة الدردشة عبر واتس آب مع حوالي 400 من الكوماندوز الآخرين الذين يفكرون في العروض الروسية.

وقال جندي الكوماندوز إن عرضه تضمن تأشيرات روسية له ولأطفاله الثلاثة وزوجته الذين ما زالوا في أفغانستان. وعُرض على آخرين تمديد تأشيراتهم في إيران. قال إنه كان ينتظر ليرى ما سيقرره الآخرون في مجموعات واتس آب لكنه يعتقد أن الكثيرين سيقبلون الصفقة.

تحدث قدامى المحاربين الأمريكيين الذين قاتلوا مع القوات الخاصة الأفغانية لوكالة أسوشييتد برس عن ما يقرب من اثنتي عشرة حالة، لم يتم تأكيد أي منها بشكل مستقل، عن تفتيش طالبان البيوت بحثاً عن الكوماندوز الذين ما زالوا في البلاد، ليعذبونهم أو يقتلونهم، أو يفعلون الشيء نفسه مع أفراد الأسرة.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن أكثر من 100 جندي أفغاني سابق وضباط استخبارات وشرطة قتلوا أو "اختفوا" قسراً بعد ثلاثة أشهر فقط من تولي طالبان حكم البلاد على الرغم من وعود بالعفو.

وقال شقيق أحد الجنود الأفغان في إيران الذي قبل العرض الروسي إن تهديدات طالبان تجعل الرفض صعباً، وأضاف أن شقيقه اضطر للاختباء لمدة ثلاثة أشهر بعد سقوط كابول، وتنقل بين منازل أقاربه بينما كانت طالبان تفتش منزله. وقال مراد، الذي لم يذكر اسمه كاملاً خوفاً من أن تلاحقه طالبان: "لم يكن أمام أخي خيار آخر سوى قبول العرض.. لم يكن هذا قراراً سهلاً بالنسبة له".