تركتني دون إبداء أي أسباب

منذ 1 سنة 181

تركتني دون إبداء أي أسباب


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/11/2023 ميلادي - 27/4/1445 هجري

الزيارات: 29



السؤال:

الملخص:

شاب خطب فتاة ذات دين وخلق وعقل راجح، وأحبها، لكنها تريد الانفصال، ولا تذكر أيَّ سبب، وهو – لحبه لها – يشعر بالحزن، ويريد فقط أن يعلم إن كانت تحبه أم لا، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ نحوِ سنة صليت استخارة وذهبت لخِطبة فتاة ذات دين وخُلُق، حافظة لكتاب الله، ذات عقل راجح، أهلها أناس طيبون، وكلهم من حفظة كتاب الله، ولم أرَ منهم إلا كل خير، رأيتها لأول مرة بمنزلهم وشعرت براحة كبيرة بمجرد دخولي المنزل، والحمد لله تمت الخطبة، بعد شهر أخبرتها أنني كنت دائمًا أحاول أن أحفظَ قلبي عن الميل لأي فتاة، وأنتِ الآن خطيبتي، ولا أنوي إلا الخير؛ ومن ثَمَّ فلن أردع نفسي عن حبِّكِ، كنت أرى أنها تستحق الأفضل، وتستحق أن تشعر بأن هناك مَن يهتم حقًّا بأمرها؛ ومن ثَمَّ كنت لا أرعى ضوابط الخِطبة بصورة كاملة، لم نكن نتكلم كثيرًا، لكني كنت أفكر فيها، وأحاول أن أكلمها، وأُحبُّ أن أذهب إليهم، أما هي، فلم تكن مثلي، لكنها لم تكن تعترض على هذا، وعند إخباري لها بأني سأحبها من الآن أخبرتني أنها موافقة، حدثت بيننا بضع خلافات، ولكني لا أراها سببًا لفسخ الخِطبة، أو لقطع العلاقة بشخص؛ فهي تظن أننا لسنا متفاهمَيْنِ لمجرد اختلافنا في بعض وجهات النظر، المشكلة أنها تريد الانفصال الآن، ولا تريد إخباري بالأسباب، مع أنني كنت أشعر بمَيلها نحوي، لقد فكَّرتُ جيدًا قبل الإقدام على خطوة الخطوبة؛ لأني من النوع الذي يريد الاستقرار، وقطع علاقتي بشخص ما تكون أمرًا صعبًا؛ فإما ألَّا تدخل حياتي أصلًا، أو تدخل فلا تخرج، السؤال: أريد أن أفهم السبب الذي يجعلها تريد فسخ الخطبة، رغم أنها كانت فرحة بي، هل هذا بسبب بعض المواقف التي اختلفنا فيها التي أراها مواقف صغيرة أو بسبب عدم حبها لي أصلًا، أو قد يكون هناك شخص آخر، وهذا ما لا أعتقد؟ الأمر يؤرقني؛ فأنا أريد أن أعرف هل كانت لا تراني صالحًا لها، أو كانت تحبني ثم أصبحت لا تحبني؟ لا أريد أن يدور في خَلَدي أن الأمر عين عائن، أو حسد حاسد، أو سوء فهم منها وهي مقيمة على حبها لي، لقد أحببتها، وكل ما أريده أن أعرف هل تبادلني الحب، فإن لم تكن فلا بأس بتركها، فقط أريد معرفة السبب، وسأتجاوز الأمر بإذن الله، كلما سألتها، قالت: إن الأمر قد انتهى.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأولًا: أخي الكريم ما دامت خطيبتك قالت بالحرف الواحد (لا أريدك)، فكن قويًّا وقل: التي لا تريدني، لا أريدها، وانزعها تمامًا من قلبك.

ثانيًا: أما إشغال النفس بأسباب اعتذارها، فلا طائل من ورائها إلا التعب النفسي.

ثالثًا: كل الاحتمالات واردة:

احتمال أنها حساسة جدًّا وبسبب بعض اختلافاتكما تضايقت ونفرت.

واحتمال أنك لم تدخل قلبها من الأصل، وأنها كانت من البداية مترددة فيك.

واحتمال الحسد، وغير ذلك.

رابعًا: لكن أيًّا كان السبب يبقى الإيمان بالأهم؛ وهو أنها ليست زوجتك التي كتبها الله لك، والتي فيها الخير لك، وأنت لست الزوج المناسب لها؛ ولذلك صرفها الله عنك؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

فإذا آمنتَ بمضمون الآيتين معًا، انتفى عنك الحزن والأسى عليها، ونسيتها، بل وفرحت بفضل الله عليك بصرفها، ثم سعيت في الجد في البحث عن غيرها.

خامسًا: لعلك تحدثت عن مميزاتها عند الآخرين، وعن حبك لها، فَخُذْ لك درسًا مستقبلًا بعدم الحديث عند الغير عن خصوصياتك، ونِعَمِ الله عليك؛ فالحسد موجود، ويشتعل أكثر بين الأقران والمحرومين من الخير؛ قال سبحانه: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 54].

سادسًا: لي مقالة هنا في شبكة الألوكة بعنوان: (وقفات وتنبيهات حول الحسد، عين الحاسد)؛ لعلك ترجع لها؛ ففيها توجيهات تتعلق بهذا الموضوع.

حفظك الله، ورزقك زوجة صالحة تقر بها عينك.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.