تدخلات أهل زوجي أفسدت حياتي

منذ 8 أشهر 138

تدخلات أهل زوجي أفسدت حياتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/3/2024 ميلادي - 6/9/1445 هجري

الزيارات: 24


السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة حديثًا، تسكن مع أهل زوجها الذين افتعلوا كثيرًا من المشاكل معها منذ النظرة الشرعية، وبعد الزواج ونتيجة لسكنها معهم؛ زادت حدة المشاكل، ولا سيما أن زوجها طلب منها خدمتهم، فتركت بيته، واشترطت عليه سكنًا مستقلًّا عن أهله، وتسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:

أنا امرأة متزوجة أسكن مع أهل زوجي، الذين يختلقون المشاكل معي ومع أهلي منذ النظرة الشرعية، ومن تلك المشاكل مثلًا: إعطاؤهم فستانَ عرس ابنتهم الكبرى، كفستان في عرسي، وافتعالهم مشكلة في أثناء العرس، فضلًا عن المشاكل التي استمرت طوال مدة الخطبة، ولولا تمسك زوجي بي، لَما كان الزواج، ثم إنني لما تزوجت، زادت المشاكل بيني وبينهم؛ إذ إني أسكن معهم، وقد طلب مني زوجي خدمة أهله؛ فتركت البيت؛ طالبةً من زوجي سكنًا مستقلًّا عن أهله، فهل أنا على الحق؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فقد اشتملت مشكلتكِ على أمور عجيبة وغريبة، ومقدمات لافتة للنظر تستوجب التأمل، ولكن لن أقول إلا خيرًا، خاصة أن أمر الزواج قد حصل، ولعله خير لكما ولذريتكما؛ ولذا سأتجاوز الحديث عن كل ما ذكرتِهِ من تفاصيلَ؛ حتى لا يفسَّر حديثي عنها تفسيرًا سيئًا، وسأنتقل مباشرة للجواب على سؤالكِ: هل لكِ الحق في مطالبة زوجكِ بسكن مستقل بعيد عن أهله، الذين لحِقكِ منهم الأذى كما تزعمين؟

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: من حقوق الزوجة على زوجها أن يسكنها في سكن ملائم على قدر استطاعته المادية؛ قال العلماء: من حق الزوجة أن يكون لها مسكن خاص مع زوجها وأولادها، لا يشاركها فيه أحد، لا أب ولا أم ولا قريب.

وإلى هذا ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، وأن لها الامتناع من السكن مع أبيه وأمه وإخوته.

قال الكاساني في (بدائع الصنائع 4 /24): "ولو أراد الزوج أن يسكنها مع ضَرَّتِها، أو مع أحمائها، كأم الزوج، وأخته، وبنته من غيرها، وأقاربه، فأبَتْ ذلك - عليه أن يسكنها في منزل مفرد؛ لأنهن ربما يؤذِينها، ويضْرُرْنَ بها في المساكنة، وإباؤها دليل الأذى والضرر، ولأنه يحتاج إلى أن يجامعها ويعاشرها في أي وقت يتفق، ولا يمكنه ذلك إذا كان معهما ثالث"؛ [انتهى].

واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه إذا كان الزوج فقيرًا وعاجزًا عن إيجاد سكن مستقل لزوجته، فليس لها أن تطالِبَ بما يعجِزُ عنه؛ [نقله عنه في "مطالب أولي النهى" (5 /122)]، بل تصبر حتى يغنيه الله".

والحاصل أن السكن المستقل حق للزوجة، ولو لم تشترطه في العقد، ولها أن تطالب به، وقد يُقاس على ما سبق إذا كانت الزوجة تسكن مجاورة لأهل زوجها، ويلحقها منهم ضرر بالتدخلات وإثارة المشاكل.

ثانيًا: لستِ مطالبة شرعًا بخدمة أهله، إلا أن تقومي بذلك طواعية من نفسكِ، وتألفًا للقلوب، ورغبة في كسب الحسنات.

ثالثًا: ما دام أنه يصيبكِ أذًى من مجاورتهم بإثارتهم المشاكل، فمن حقكِ المطالبة بالبعد عنهم، ولكن تفقَّدي نفسكِ فلا تكوني من النوع الحساس الشكَّاك، ضعيف الصبر، الذي يفسر كل تصرف بظن خاطئ؛ ومن ثَمَّ تبني على ظنونكِ القرارات المهمة.

رابعًا: الأفضل في هذه الأمور حلُّها بالود والمناقشات الهادئة الحكيمة والإقناع؛ لأن النفوس ضعيفة يعتريها ما يعتريها من سوء الظن، ومن ثَمَّ ثوران المشاكل وهدم البيوت الزوجية.

خامسًا: لا تنسَوا العلاجات الشرعية المهمة جدًّا؛ وهي:

1- الإكثار من التوبة والاستغفار.

لأن الذنوب خطيرة جدًّا، وسبب لحلول المشاكل؛ كما قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

2- الإكثار من الاسترجاع.

3- الإكثار من الدعاء.

4- المحافظة على الواجبات الشرعية خاصة الصلاة في وقتها، وكذلك أذكار الصباح والمساء؛ فهي سياجات فولاذية قوية جدًّا، تمنع الغير من إلحاق الأذى بالآخرين.

حفظكما الله، وصرف عنكم أذى كل من به شرٌّ.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.