بولسونارو الخاسر.. لم يعترف بهزيمته لكنه يأذن بنقل السلطة في البرازيل

منذ 2 سنوات 185

بقلم:  يورونيوز  مع أ ف ب  •  آخر تحديث: 02/11/2022 - 16:00

الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته والخاسر في الانتخابات جايير بولسونارو، 1 نوفمبر 2022

الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته والخاسر في الانتخابات جايير بولسونارو، 1 نوفمبر 2022   -   حقوق النشر  AP Photo

انطلقت الأربعاء المرحلة الانتقالية في البرازيل بعدما تعهد الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو إثر صمت استمر يومين، احترام الدستور من دون أن يقر صراحة بهزيمته أمام خصمه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وقال بولسونارو "طالما أنا رئيس الجمهورية سأواصل احترام الدستور"، وجاءت تصريحاته خلال كلمة استمرت دقائق قليلة ألقاها في قصر الرئاسة في برازيليا احجم خلالها عن تهنئة لولا بالفوز.

وقبل هذا الإعلان، سُمع عبر المذياع المفتوح بعض الكلام الذي تفوه به الرئيس المنتهية ولايته وقد علت البسمة شفتيه ومنها "سيشتاقون إلينا".

واعتلى رئيس مكتبه سيرو نوغويرا المنصة ليعلن أن بولسونارو "أعطى الإذن" لبدء عملية "الانتقال" مع فريق لولا.

انتقد بولسونارو (67 عاما) وإن بشكل غير مباشر نصب الحواجز على الطرقات من جانب أنصاره منذ الأحد احتجاجا على فوز لولا، وأكد أن "الاحتجاجات السلمية تكون دائما موضع ترحيب. لكن أساليبنا يجب ألا تكون تلك التي يتبعها اليسار الذي يضر دائما بالسكان.. مثل منع حرّية التنقل"، لكنّه شدد على أن "التظاهرات هي ثمرة الغضب والشعور بالغبن" في الاستحقاق الرئاسي.

وعلى الأثر أصدرت المحكمة العليا بيانا جاء فيه أن الرئيس "بعدما أمر ببدء عملية انتقال السلطة أقر بالنتيجة النهائية للانتخابات".

وشددت المحكمة التي ساد التوتر العلاقة بينها وبين بولسونارو على "أهمية ضمان حرية التنقل" في إشارة إلى وجوب فتح الطرق المقطوعة.

عقد بولسونارو بعد ذلك اجتماعا مع قضاة عدة من المحكمة العليا بينهم الكسندر دي مواريش الذي يشرف على تحقيقات عدة يرد فيها اسم الرئيس اليميني المتطرف وأسماء حلفاء له.

وقال القاضي لويس إدسون فاشين في ختام الاجتماع الذي لم يكن مدرجا على جدول الأعمال الرسمي إن بولسونارو "قال +لقد انتهى الأمر+" في إشارة إلى الانتخابات.

لولا إلى كوب27

بولسونارو هو أول رئيس برازيلي يخفق في الفوز بولاية ثانية، وقد خسر الأحد بفارق ضئيل أمام لولا (نال 49,1 بالمئة في مقابل 50,9 بالمئة للولا).

وهنأ عدد كبير من قادة الدول اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على فوزه بولاية هي الثالثة كرئيس للبلاد، ستبدأ في الأول من كانون الثاني/يناير، بعد ولايتين فاز بهما في 2003 و2010.

وعيّن نائب الرئيس المنتخب جيرالدو ألكمين الثلاثاء منسّقا للفريق المكلّف التحضير لعملية انتقال السلطة.

والفريق الذي يمكن أن يضم ما يصل إلى خمسين شخصا بإمكانه الولوج إلى الأموال العامة من أجل إعداد أولى المراسيم التي سيصدرها لولا بعد تنصيبه.

وقالت غليسي هوفمان رئيسة حزب العمال الذي يتزعّمه لولا إن الفريق يريد أن تبدأ العملية الانتقالية الخميس.

وينوي لولا القيام بزيارات إلى الخارج قبل توليه منصبه رسميا. وقد دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولا للمشاركة في قمة المناخ كوب27 التي تستضيفها مصر الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنت هوفمان التي أكدت أن الرئيس المنتخب "سيحضر" القمة في شرم الشيخ.

وخلال صمت بولسونارو الطويل تزايدت دعوات مناصريه على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما تويتر وتلغرام، إلى الانضمام لتحرك إغلاق الطرق بالعوائق، وفقًا لفريق الرصد الرقمي التابع لوكالة فرانس برس.

وفي مناطق عدة استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأزالت 490 حاجزا خلال الساعات الأخيرة مع استمرار 191 حاجزا جزئيا او كاملا حسب حصيلة قرابة منتصف ليل الثلاثاء.

دعوات إلى التظاهر

تعذر على الفور تقييم تأثير تصريحات بولسونارو على مواصلة تحرك تعطيل الطرقات. لكن سرت رسائل عدة مساء عبر شبكات التواصل الاجتماعي داعية إلى تظاهرات الأربعاء وهو يوم عطلة في البرازيل.

وساد الهدوء في العاصمة برازيليا بعدما حدّت الشرطة منذ مساء الاثنين من إمكانية وصول السيارات إلى ساحة السلطات الثلاث التي تضم القصر الرئاسي والمحكمة العليا والبرلمان.

وفي ساو باولو، دعا مناصرو بولسونارو الذين يراهنون على استمرار التحرك إلى "أكبر تحرّك في التاريخ" بعد ظهر الأربعاء في شارع باوليستا، الذي شهد مساء الأحد توافد مئات الآلاف من مناصري لولا بالزي الأحمر، حيث احتفلوا بفوز زعيمهم.

والمواصلات البرية أساسية في البرازيل، البلد المترامي الاطراف والقليل الاعتماد على السكك الحديد. ففي العام 2018 أدى إضراب لسائقي الشاحنات إلى اضطرابات كبيرة في عمليات التموين.