الناتو كسب 1340 كيلومتراً في المواجهة مع روسيا

منذ 1 سنة 116

يضيف انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي جيشاً قوياً إلى قوات التحالف ويساهم في تعزيز دفاعات جناحه الشرقي في مواجهة أيّ هجوم روسي، بحسب محلّلين ومسؤولين عسكريين. 

وكانت موسكو برّرت غزوها لأوكرانيا باتّهام حلف شمال الأطلسي بالسعي إلى التعدّي على أراضيها.

وبعد مرور ثلاثة عشر شهراً على بدء الغزو، يشير انضمام فنلندا إلى الحلف الأطلسي إلى أنّ التحالف الدفاعي الذي تقوده الولايات المتّحدة يضاعف طول حدوده مع روسيا ويغيّر المشهد العسكري من البلطيق إلى القطب الشمالي.

وستكتمل الصورة الجديدة للحلف لدى انضمام السويد إليه. وطلبت ستوكهولم الانضمام إلى الحلف بالتزامن مع فنلندا، لكنّ تركيا والمجر ما زالتا تعرقلان عضويتها.

الناتو بحاجة أيضاً إلى فنلندا

قال جيمي شيا المسؤول الكبير السابق في الأطلسي إنّ "فنلندا تحتاج حالياً إلى الناتو، لكنّ الناتو يحتاج أيضاً إلى فنلندا في مواجهة روسيا".

وأضاف شيا الذي يعمل باحثاً مشاركاً في مركز أبحاث تشاتام هاوس أنّ مهمة "الدفاع الجماعي في مواجهة روسيا ستكون أسهل حالياً مع الوصول إلى الأراضي الفنلندية، والقدرات التي ستقدّمها فنلندا".

ويسعى التحالف منذ سنوات إلى حماية حلفائه الثلاثة في البلطيق - إستونيا ولاتفيا وليتوانيا - من أيّ هجوم روسي محتمل.

ويشكّل ممرّ سوالكي مصدر قلق. وهذا الشريط الممتدّ بطول 65 كيلومتراً بين جيب كالينينغراد الروسي وبيلاروس يتيح، إذا ما تمّت السيطرة عليه، عزل دول البلطيق الثلاث عن بولندا وبقية حلفائها في الناتو.

وفُتح طريق جديد مع هلسنكي على بُعد أقلّ من 70 كيلومتراً من العاصمة الإستونية تالين على الجانب الآخر من بحر البلطيق، لنقل تعزيزات بسرعة.

وأكد وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور لوكالة فرانس برس أنّ "عضوية فنلندا ستعزّز الدفاعات الأمامية للناتو وستساهم في الردع، لكنّ القلق بشأن سوالكي ما زال قائماً لأنّ بيلاروس أصبحت بحُكم الأمر الواقع منطقة عسكرية لروسيا"، داعياً إلى تعزيز الخطط الدفاعية لدول البلطيق.

وإلى الشمال، ستساعد فنلندا التحالف في الدفاع عن شريط رفيع من الأراضي النروجية المتاخمة لروسيا في شبه جزيرة كولا، بحسب المحلّل يان كالبيرغ من مركز تحليل السياسة الأوروبية.

وفي حين تزداد النزاعات بين روسيا والصين والدول الغربية للسيطرة على منطقة القطب الشمالي، يُعتبر تعزيز موقع الناتو في هذه المنطقة مكسباً له.

1340 كيلومتراً من الحدود

إلى ذلك تنطوي إضافة 1340 كيلومتراً من الحدود البرية مع روسيا على ثغرات حتماً، وضمان الدفاع عن هذه الحدود يمثّل تحدّيًا للناتو. 

وتعهّد الكرملين تعزيز قواته بالقرب من هذه الحدود في السنوات المقبلة، لكنّ محلّلين يقولون إنّ موسكو ستستغرق سنوات لإعادة بناء القدرات التي خسرتها في الحرب في أوكرانيا.

وبرأي هؤلاء المحلّلين فإنّه من أجل تجنّب استفزاز موسكو، يجب على فنلندا أن تحذو حذو النروج المجاورة وألا تسمح لقوات حلف شمال الأطلسي بالتمركز بشكل دائم على أراضيها.

والجيش الفنلندي مدرّب جيدًا على القتال ويتمتّع بخبرة في مواجهة الظروف الجوية القاسية. وقالت الباحثة في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية مينا ألاندر إنّ "فنلندا إحدى الدول الأوروبية القليلة التي لم تتوقف أبدًا عن الاستعداد لحرب محتملة".

وفي حين قلّصت جيوش أخرى في دول أوروبا الغربية عديدها بعد الحرب الباردة، التزمت فنلندا بنموذج تجنيد اتُّبع بعد الغزو الذي قاده الاتّحاد السوفياتي في 1939.

وأكّدت مينا ألاندر أنّ "هذا الوضع يمنح فنلندا حالياً القدرة على حشد 280 ألف جندي في زمن الحرب والاعتماد على احتياطي يبلغ بالإجمال 870 ألف جندي".

وأضافت أنّ "فنلندا تمتلك أيضاً 1500 قطعة مدفعية، ما يشكّل أحد أكبر الأنظمة المدفعية في أوروبا، وهي تواصل الاستثمار في مجال الدفاع الجوي مع مقاتلة إف-35 الأميركية الجديدة".

وتسلط عضوية فنلندا الوشيكة الضوء على غياب السويد، لكن مجرّد انضمام هلسنكي "سيقوّي السويد، لأنّها ستصبح محاطة بأعضاء في الناتو"، بحسب ما ذكر جيمي شيا.