♦ الملخص:
فتاة حافظة للقرآن، مبتلاة بوسواس يجعلها تنظر إلى نفسها على أنها كافرة ومنافقة، وقد قلب الشيطان أحلامها كوابيسَ مزعجة، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاة حافظة للقرآن، بعد أن قرأت عن النفاق الأكبر، وجدت في نفسي بعض صفات المنافقين، ثم جعلني الشيطان أنطق كلمة الكفر مع أمي، لكني رجعت عنها، الشيطان يملأ نفسي بأشياء سيئة عن الله ورسوله وعن القرآن، وأحلامي كلها سيئة؛ أرى القرآن مغيَّرًا، وأراني أصلي عكس صلاة الناس، ورأيت أني كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهل معنى ذلك أنه لا أملَ فيَّ؟ وكيف أتوب من النفاق الأكبر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيبدو واضحًا من كلماتكِ أنكِ مصابة بنوع من الوسواس الشيطاني، الذي يحاول إقناعكِ أنكِ نافقتِ، وأنكِ كفرتِ؛ وذلك حتى يشوِّش على استقامتكِ، ويصرفكِ عن طاعة الله سبحانه، وإلا فأنتِ في الحقيقة لم تنافقي ولم تكفري، وما زلتِ مسلمة، وما قد يكون حصل منكِ من كلمات كفرية هي نتاج الاستسلام للوساوس، فلا تلتفتي لهذه الوساوس أبدًا، وما حصل من كلمات لا تضركِ أبدًا، ومع ذلك التزمي العلاجات الوقائية الآتية:
1- الإكثار من الاستغفار.
2- الإكثار من الاستعاذة بالله من شر الوساوس الإبليسية؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الفاتحة: 201].
3- الاسترجاع.
4- ملازمة الصلاة.
5- والإكثار من تلاوة القرآن.
6- طلب العلم الشرعي؛ فهو نور ووقاية.
7- مجالسة الصالحات.
8- لا تلتفتي أبدًا للوساوس الشيطانية، ولا تصدقيها، فتصديقُها منعطف خطر جدًّا.
9- لا تصدقي أحلامكِ السيئة؛ فكلها ليست رؤى صالحة، بل أضغاث أحلام من الشيطان؛ لصدِّكِ عما أنتِ فيه من خير.
10- اقرئي على نفسكِ الرقية الشرعية.
11- احرصي كل ليلة على قراءة آية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة؛ لِما فيهما من الحفظ من الشرور.
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة، كَفَتَاهُ))؛ [متفق عليه].
12- إذا أويتِ إلى فراشكِ، فخذي بسُنَنِ النوم؛ التي منها:
أ- قراءة آية الكرسي؛ وذلك عملًا بالحديث الذي في صحيح البخاري، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((وكَلَني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقصَّ الحديث، فقال: إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقك، وهو كذوب، ذاك شيطان)).
ب- قراءة سورة الإخلاص والمعوِّذتين ثلاث مرات، مع النفث في كل مرة بيديكِ، ثم المسح بهما على ما استطعتِ من جسمكِ؛ وذلك عملًا بالحديث الآتي: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، و ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، و ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1]، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات))؛ [رواه البخاري].
حفِظكِ الله من مكر الشياطين، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.