الزواج من مطلقة

منذ 1 سنة 184

الزواج من مطلقة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/11/2023 ميلادي - 24/4/1445 هجري

الزيارات: 41



السؤال:

الملخص:

شاب تزوج من امرأة مطلقة سرًّا، وبعد الزواج وقعت المشاكل بينهما؛ ففكر في الزواج بأخرى، ولما اكتشفت الزوجة ذلك؛ طلبت الطلاق، وشوَّهت صورته عن أهله، واتَّهمته زورًا عند الشرطة، فحُبس؛ فطلقها، وهي الآن على علم بالفتاة التي يريد الزواج بها، وتريد تشويه سمعتها، وتدمير حياتها، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

تزوجت من امرأة مطلقة لديها أطفال، من غير أن يعلم أهلي، واتفقت معها أن يكون الزواج سرًّا، فإذا ما كنت مرتاحًا معها، أبلغتُ أهلي بالأمر، وبعد زواجنا بمدة قصيرة، بدأت المشاكل تظهر، وطلبت الطلاق، لكني أصلحت الأمر، حتى عادت المياه لمجاريها، ثم بدأت بافتعال المشاكل تارة أخرى؛ ففكرت في الزواج من امرأة أخرى، ولما وجدتُ الفتاة التي أريد الارتباط بها، اكتشفتْ الأمر؛ فطلبت الطلاق، ثم ذَهَبَتْ إلى أهلي وفضحتني، وشوَّهت صورتي، وسبَّبت لي مشاكل مع والديَّ، وادعت عليَّ زورًا عند الشرطة أنني ضربتها، فسُجنت؛ فطلقتها، وهي تهددني بأنها سوف تدمر حياتي ومستقبلي، وسترفع على من خطيبتها قضية، والآن عَرَفَتْ بيتها، وتريد تدميرها وتشويه سمعتها، أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فلم توضِّح - أخي الكريم - كيف تم هذا الزواج بالسِّرِّ، وهل استوفى الشروط والأركان المقررة عند أهل العلم الشرعي؛ حتى لا يكون عقد الزواج فاسدًا أو باطلًا؟ فلا بد من الحرص على صحة عقد الزواج على وفق شرع الله سبحانه وتعالى، والابتعاد عن الشُّبُهات؛ حمايةً لدين الإنسان، وبُعدًا عما يُغضِب الله تبارك وتعالى.

وإني لأعجب من إخفائك لهذا الزواج، وكونه في السر مع عدم الحاجة لمثل هذا؛ فالأصل في الزواج الإعلان والإشهار، وإعلام الأهل ومشاورتهم في مواصفات من اخترت، فالوضوح يعينك على تحقيق مصالح الزواج، أما الخوف من عدم نجاحه، والسعي لإخفائه، فقد آلَ بك هذا التصرف إلى الحسرة والندامة.

تزوَّج من تفخر بالزواج منها، ولا تخشى من الإعلان عن زواجك بها، فلا شك أنَّ من أسباب نجاح الحياة الزوجية واستقرارها بعد توفيق الله حُسنَ اختيار شريك الحياة، والتدقيق في مواصفاته بشكلٍ جيد، والحرص على توافق الأفكار والرغبات قدر المستطاع، والوضوح في الاحتياجات، والعزم على إنجاح هذا الارتباط باتباع هَدْيِ النبي عليه الصلاة والسلام، والقيام بحقوق شريك الحياة على الوجه الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، حتى تغشاكم الطمأنينة، وتعيشا في مودة وتراحُم.

مع البعد عن تصعيد المواقف، وحل الخصومات، عبر الحوار الإيجابي، وسلوك مَسلَك الرفق في التعامل.

عن عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ))؛ [رواه مسلم].

وبالنسبة لهذه العلاقة التي انتهت وللأسف بعد صراع، فأوصيك بالتخلُّص من آثارها السيئة، وألَّا تستحضر الأخطاء السابقة وتعيدها، وإنما عليك الاستفادة من تلك الأخطاء باجتناب أسبابها، وكذلك لا تَدَع تلك التجربة السيئة تثير لديك القلق والشكوك تجاه الزوجة الجديدة، وإنما توكَّل على الله سبحانه، واستعِنْ به، واسأله التوفيق والسعادة.

وأوصيك - أخي الكريم - بقطع التفكير كذلك، والاسترسال مع دواعي وآثار الأزمة السابقة، وانتبه من الدخول في أي مواجهات، ولو حصل ونَقَلَت عنك افتراءات لم تقُم بها، فعليك التوضيح وبيان ما حصل.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.