الزواج في زمن الحرب

منذ 10 أشهر 168

الزواج في زمن الحرب


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/1/2024 ميلادي - 10/7/1445 هجري

الزيارات: 42


السؤال:

الملخص:

فتاة تأخرت بها سنُّ الزواج، ولما فقَدت عملها ودراستها بسبب الحرب، شعرت برغبة كبيرة في الزواج، وبعد التهجير استقرَّ بها المقام عند عمتها، التي لها ابنٌ في الخمسين من عمره لم يتزوج، وتفكر الفتاة في الزواج به، لكنها تشعر أنه لولا ظروف الحرب ما كانت لتتزوجه، فهو من بيئة مختلفة، وفارق العمر بينهما كبيرٌ، وهذا الأمر يُشوِّش تفكيرها، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة في الثامنة والثلاثين من عمري، ابتُلينا بحربٍ في بلادنا ولا ندري متى تتوقف، وخرجنا من بيوتنا راغمين، أبي متوفَّى، وأخي متزوج، وأعيش مع أمي، وأنا مسؤولة عنها، ومنذ وصول الحرب إلينا، بدأت في أعماقي أشعر بالندم؛ فقد صارت رغبتي في الزواج كبيرة، ولم أتزوج إلى الآن، وقد شغلني عملي وتحضير الماجستير، ولما توقف كل هذا بسبب الحرب، لم تعد لديَّ رغبة في إكمال الماجستير أو العودة للعمل؛ فقد تسرَّب إليَّ شعور بأنني أضعتُ عمري في أشياء دنيوية تافهة، واستقر بي المقام – والحمد لله – مع عمتي، وابن عمتي بلغ الخمسين ولم يتزوج، ولم يكمل تعليمه، ويعمل مزارعًا، وليس لديه عمل ثابت، لكنه محترم، يغض بصره عني، أفكر أنه إذا تقدم إليَّ، فسوف أتزوجه دون تردد، ولو لم يكن الحال على ما هو عليه، لم أكن لأتزوجه، هذا الأمر يُشعرني بضغط نفسي كبير؛ لأن سني كبيرة، وخياراتي في الزواج قليلة، وأُريد منزلًا أعيش فيه، وزوجًا يكون لي سندًا، وأطفالًا يسدون لي رغبتي في الأمومة، سؤالي: هل اختلاف الثقافات بيني وبينه سيكون عائقًا أمام زواجي منه؟ أفكاري مشوَّشة؛ حيث أشعر أن بإمكاني التأقلم مع البيئة الجديدة؛ فقد رُبيت في بيئة صعبة، وفي الوقت نفسه ليست هذه هي البيئة التي أريد لأطفالي أن يتربَّوا فيها، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نسأل الله أن يحفظ السودان وأهلها من الفتن ويحقن دماءهم، آمين.

الفارق العلمي والعمري ليس عائقًا من نجاح العلاقة الزوجية؛ فكمال المرأة في حسن تبعُّلها، وحسن رعايتها لبيتها، والتقدم العلمي والعملي مساعدٌ لها في ذلك، وكم تخرج من ظلال هذه البيوت والأسر أبناء وبنات على مستوى عالٍ في التعليم والتميز.

فلا علاقة للتحصيل الأكاديمي أو حتَّى الثقافة بالعلاقة الزوجية، أو مدى نجاح المرأة في دورها كزوجة وأمٍّ، أو الرجل في دوره كزوج وأب، متى ما كان هناك دين وخلق ووعي، فكلما زاد الوعي، زاد نجاح العلاقة الزوجية غالبًا.

فالمعيار الذي جاء به الإسلام: الدين وحسن الخلق، مع التوافق والتراضي بين الزوجين.

والفارق بينكما (12) عامًا فلا ضير في ذلك - بحمد الله - بل لا بد من المبادرة في هذا المشروع، متى ما حصل الاقتناع والتفاهم والتعاون على مهمات الحياة.

وفَّقكِ الله لما يُحب ويرضى.