البكاء المفاجئ والشعور بالوحدة

منذ 6 أشهر 133

البكاء المفاجئ والشعور بالوحدة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/5/2024 ميلادي - 4/11/1445 هجري

الزيارات: 14


السؤال:

الملخص:

فتاة ثلاثينية، تعاني عدم قدرتها على التواصل، وتشتت التركيز، والقلق، والبكاء المفاجئ، والخوف من المستقبل، وبقاءها دون زوج إلى الآن، والعيش في الغربة مع والدتها بعد انفصال والديها، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

أنا في الثالثة والثلاثين من عمري، أحافظ على الصلاة وقراءة القرآن، مشكلتي أنني أعاني من انعدام التواصل مع الآخرين في محيط العمل، فحين يتم طرح موضوع ما من قِبَلِ أحدهم أستمع لِما يدور فيه، ثم أصبح في حالة عدم تركيز، كما أنني لا أتجاوب كثيرًا مع المناقشين، بل أكتفي بكلمة أو اثنتين، ثم أعود لصمتي، أيضًا أعاني من كثرة البكاء كالأطفال دون سبب؛ فأنا أخاف من الشعور بالوحدة كثيرًا بعد انفصال والديَّ، ووجودي في بلد غريب مع والدتي، وكثيرًا ما أَحِنُّ لوجود شريك في حياتي، إذ لم يتقدم إليَّ أحد حتى الآن، أو يعجب بي أحد، يُتعبني صمتي وعدم شعوري بالأمان، وخوفي من المستقبل، تقلقني كل هذه المشاعر، فهل من حلٍّ يدعمني نفسيًّا؟ الأمر يتكرر معي كثيرًا، خصوصًا الخوف والبكاء المفاجئ، كما أن والدتي كثيرًا ما تحطمني وتقلقني بكلماتها، قائلة: إن الزواج لا يناسبكِ، وأنتِ لستِ أهلًا له، ولا أحدَ سيفكر بكِ كزوجة، وشكرًا لكم.

الجواب:

يظهر من سؤالكِ ومعاناتكِ التي ذكرتِها أن مشكلتكِ متركزة في معاناتكِ من أمرين، يسيطران عليكِ هما:

1- التعلُّق بالماضي، ووقوعكِ تحت ضغطه بشكلٍ يجعلكِ أشبه بالمقيَّدة به، حتى أشغلكِ عن الاهتمام بحاضركِ ومستقبلكِ.

2- اعتباركِ رأيَ الآخرين في شخصيتكِ مصدرًا للرضا في حياتك.

وطالما كنتِ واقعة ضمن هاتين الدائرتين، فستستمر معاناتكِ كما هي، وربما تطورت لتدخلكِ في حالة اكتئاب متقدمة.

وخلاصة حل مشكلتكِ هو أن تعملي على التخلص من الانجرار إلى تلك الدائرتين، وهذا يعني أن تبدئي بممارسة أنشطة حياتية، تساعدكِ على الخروج من أسْرِ تلك الدائرتين.

إن عدم تفاعلكِ مع الآخرين، وعدم استثمار علاقاتكِ الاجتماعية بالتفاعل الإيجابي معها هو عملية استسلام مستمرة لتلك الدائرتين.

كما أن قبولكِ لحكم أمكِ عليكِ بأنكِ لا تصلحين زوجةً هو استسلام آخر لتلك الدائرتين.

يُضاف لذلك تعلقكِ بحياتكِ السابقة قبل طلاق والديكِ، فهو نوع من الهروب من الواقع إلى الأمانيِّ؛ ما يجعلكِ رهينة سجنِ تلك الدائرتين.

والحل هو أن تعملي على إضافة أنشطة إيجابية جديدة إلى حياتكِ، تتناسب مع وضعكِ، ومع احتياجاتكِ.

وأن تكوِّني صداقات جديدة مع فتيات يتناسب وضعكِ مع أوضاعهن، وهذا أمر مهم ليُساعِدْنَكِ على التفكير بشكل أكثر واقعية، وبشكل أكثر دقة من تلك الأفكار السوداوية، التي غذَّت فكركِ بها أمُّكِ.

وتذكَّري أن أمَّكِ مع تعرُّضها لتجربة سيئة في حياتها قد تكون هي أيضًا أسيرة لها، وهي تنقلها لكِ بشكل غير شعوري، وقد لا تكون تقصد ذلك، لكن هذا هو الواقع حسب سؤالكِ، فعليكِ الجلوس معها، والتحاور معها بأدب؛ لتتعاونا على تجاوز أزمتكِ وأزمتها في نفس الوقت.

ومن حسن حظكِ كونكِ متدينة وتحافظين على الصلاة وقراءة القرآن؛ لأن هذا من أهم الأسباب التي تساعدكِ على تجاوز مشكلاتكِ.

كما أن شعوركِ برغبتكِ في الزواج هو أمر طبيعي لمن في سنِّكِ، فهذه حاجة ضرورية للإنسان؛ لتسكُنَ نفسه إلى شريكٍ يُقاسمه حياته، ويُعينه على تجاوز صعوباتها، ويمكنكِ في هذا أن تبحثي عن زوج عبر صديقاتكِ بأن تخبريهن برغبتكِ في إيجاد زوج صالح، ولأنكِ في بلاد الغربة يمكنكِ أن تتواصلي مع إمام المسجد في مدينتكِ برغبتكِ في البحث عن زوج صالح، مع كثرة الدعاء والابتهال إلى الله بذلك.

كل تلك الخطوات السابقة ستعينكِ بإذن الله على حل مشكلتكِ، ولاحِظِي أنها جميعًا تعتمد على سعيكِ وتحرككِ الإيجابي، ويمكنكِ الاطلاع على مقال: "كيف أجدِّد حياتي"، على موقع الألوكة؛ ففيه معلومات تناسب حالتكِ.

وفي حال استمرار حالات البكاء والحزن الشديد بشكل مستمر، قد تحتاجين إلى مراجعة عيادة نفسية؛ لأخذ دواء مساعد.

نسأل الله لكِ السلامة والتوفيق.