السؤال:
احتلمت نهارا ولحظة الإنزال جاء في نفسي اني صائم لكني أنزلت وفي مرة حاولت منع نفسي منه هل افطرت مع العلم اني والله اجاهد لدرجة الوسوسة حتى لا ابلع اي شئ يفسد صومي من قبل الفجر حتى نومي؟ لم استدعى الاحتلام ولم أرى اي شئ يثيرني. لكن كنت مستغرقا في النوم واحتلمت وحدث الإنزال. هل فسد صومي مع ما ذكرت سابقا من التنبيه؟ أكاد اجن! هذا الأمر يحبطني ويجعلني اظن اني غير مقبول
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ مَن احتلم وهو صائم، فليس عليه إثمٌ ولا كفارة، وصيامه صحيح، وعليه غُسْلُ الجنابة، إذا كان قد أنزل؛ إذ تَجَنُّب الاحتلام ليس في طاقةَ الإنسان، ومِن المعلوم أن الله - تبارك وتعالى - لا يُكلِّف الإنسان ولا يؤاخذُهُ إلا بما يُطِيقه؛ كما قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]. وعن عائشة - رضي الله عنها -: "أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أُصْبِحُ جُنُبًا، وأنا أُريد الصيامَ". فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وأنا أُصْبُح جُنُبًا، وأنا أريد الصيام؛ فَأَغْتَسلُ وأصومُ)). فقال الرجل: "يا رسول الله، إنك لست مِثْلَنا؛ قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر". فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأَعلمَكم بما أَتَّبِعُ!))؛ رواه مسلم وأبو داود واللفظ له. ولكونه يقع منه أثناء النوم، وقد رُفِعَ عن النائمِ القلمُ حتى يستيقظَ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "مَنِ احتلم بغير اختياره - كالنائم - لم يُفطِر باتفاق الناس. وأمَّا مَن استمنى فأَنْزَلَ فإنه يُفطِر".
إذا تقرر هذا فصيامك صحيح،، والله أعلم.