الابتزاز بنشر المقاطع المخلة

منذ 9 أشهر 152

الابتزاز بنشر المقاطع المخلة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/2/2024 ميلادي - 4/8/1445 هجري

الزيارات: 52


السؤال:

الملخص:

شابٌّ قارف ذنوبًا كثيرة، لم يوجَّهه إلى التوبة منها إلا أنه أرسل مقطعًا مخلًّا لنفسه إلى شخص آخر، وهذا الشخص هدده بنشره، فتاب الشاب إلى الله، وأحاط نفسه بالصالحين، وهو يخشى أن يكون هذا المقطع سيئة جارية له، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

قارفتُ ذنوبًا كثيرة في حياتي، كبيرة وصغيرة؛ إذ اختلطتُ بأصدقاء السوء، وكنت أمارس العادة السرية منذ السابعة عشرة، لكنَّ أمرًا يؤرقني؛ وهو أنني اقترفت ذنبًا مع شخص عبر الإنترنت، ثم طلب مني مقطعًا مخلًّا، ولما أرسلته إليه، هددني بنشره، في تلك اللحظة، تذكرت كل ذنوبي السابقة، وتبتُ إلى الله توبة صادقة، وأصبحت محافظًا على الصلاة في المسجد، وعلى الأذكار، وأحطتُ نفسي بالصالحين، وشعرت براحة لم أشعر بها من قبل، لا يقضُّ مضجعي إلا هذا المقطع، الذي أخشى أن يكون سيئة جارية لي؛ وهذا يصيبني بوسواس النفاق، لا أدري ماذا أفعل، رغم إبرائي ذمتي وتوبتي، ولا أريد الرجوع لمثل هذه الأشياء، فما النصيحة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد أخي الكريم:

فأسأل الله العظيم أن يهدي قلبك للحق، وأن يثبتك عليه.

بداية، أحمَد الله وأشكره على أنْ فَتَحَ بصيرتك للحق، وأبعدك عن طريق الشيطان، لكن يا أخي أنصحك بالتالي:

التوبة والهداية نعمة عظيمة من الله سبحانه، حُرِم منها كثير من الناس، فكلما تذكرت هذه النعمة، اجعل لسانك دائمًا يحمد الله ويشكره عليها.

⁠إذا تاب المسلم إلى الله، فإنه معرض للفتنة والابتلاء، وذاك حتى يعلم رب العالمين مدى صدق هذا التائب من كذبه؛ قال سبحانه: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]؛ لذا عليك أن تصبر وتحتسب.

⁠عليك أن تدعو الله كثيرًا بالثبات على الدين؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو دائمًا: ((يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينك)).

⁠البعد عن أصحاب السوء، والالتزام بالصالحين؛ فإنهم يعينونك على الطاعة، ويصرفونك عن المعصية.

⁠تذكر أن العبد إذا تاب توبة نصوحًا، أبدل الله سيئاته حسنات؛ قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

⁠إذا كنت تخشى من انتشار المقطع، عليك الذهاب للقانون، ورفع دعوى قضائية عليه.

⁠جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أميتوا الباطل بالسكوت عنه"، والمعنى: لا تحدث نفسك به، ولا تحدث الآخرين، وثِقْ بالله أن هذه المشكلة ستمضي وتذهب.

⁠تفاءل بالخير يا أخي، وافتح صفحة جديدة مع نفسك والآخرين، واشغل نفسك بالدعوة إلى الله، وأكْثِرْ من الطاعات والعمل التطوعي.

أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يهديك الصراط المستقيم، وصلى الله على سيدنا محمد.