استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 11/3/2024 ميلادي - 1/9/1445 هجري
الزيارات: 36
♦ الملخص:
طالب جامعي يشكو مشكلة لزِمته طول مساره التعليمي، ألا وهي إخفاقه في مناقشة الدروس على شكل حوار مثمر، وقد جعل ذلك مستواه الدراسي ضعيفًا، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا طالب جامعي، أستوعب ما يُلقى عليَّ من دروس، لكني أواجه مشكلة في التعامل مع الأسئلة المطروحة أو مناقشة الدرس على شكل حوار مثمِر أو نص إنشائي، وبذلك يُعرَف مدى فَهم الطالب للدرس، في حين أن الطلبة من حولي ينجزون الأمر في حيوية ومرح، وهذا الجمود الفكري وضيق الأفق يمثل عائقًا في مساري التعليمي من أوله حتى الآن؛ ما جعل النتائج التي أحصل عليها سيئة؛ لاهتمامي بالمواد العلمية، وتركي المواد الأدبية، ودفعت ثمنًا من صحتي ونفسيتي، وقد رجوت الله أن يتم لي هذا الأمر، لكنه لم يستجب لي، فما هو مقترحكم في ذلك؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فإن التعامل الأمثل مع العقبات في هذه الحياة هي أن تكون تحديًا يدفعنا إلى الارتقاء بقدراتنا، لا حاجزًا يحول بيننا وبين الشعور بالثقة في الذات.
أخي الكريم، الأمر سهل إن شاء الله، ولا يستحق هذا اليأس، يحتاج خطوة جادة في السعي إلى التعرف على أسباب المشكلة وتشخيصها، ومن ثَمَّ وضع الحلول، والبدء في تنفيذها، بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه جل في علاه، وها أنت أخي الكريم قد قمت بأولى الخطوات، وذلك بعرض مشكلتك على المختصين.
هكذا هي المشكلات تتفاقم وتتضخَّم، حينما تُهمَل، حتى تتفرع منها آثار وأضرار عديدة، وأساس المشكلة هو طريقة تلقِّي العلوم النظرية واستحضارها بشكل يتناسب معها؛ فكل إنسان له ميول وتميز في جانب معين، والذكاءات عديدة وفقًا لنظرية الذكاءات المتعددة؛ وهي: الذكاء اللغوي، والذكاء المنطقي الرياضي، والذكاء البصري المكاني، والذكاء الجسمي الحركي، والذكاء الاجتماعي، والذكاء الشخصي، وذكاء التعامل مع الطبيعة.
اقرأ وابحث واطَّلِع واكتشف ذاتك، وتعرَّف على نفسك جيدًا، وافهم قدراتك حتى تتعامل معها بما يناسبها.
اقرأ وابحث واطَّلِع حول فنِّيَّات التعلُّم، وطرق مراجعة الدروس، وكيفية تلخيص المعلومات التي يتم طرحها في الدرس.
بحرٌ من المعلومات تزخَر بها مواقع التواصل؛ دورات ولقاءات وشروحات وكتَّاب ومختصون، وما عليك سوى تنظيم وقتك، وشَحْذِ همتك للارتقاء بذاتك.
ثم ما ذكرت من كثرة دعائك وعدم الاستجابة، فإن الله هو الكريم سبحانه وقد جعل لكل شيء سببًا، ولا بد من بذل السبب حتى لا يصير التوكل تواكلًا.
ابذُلِ الأسباب، وأرِ الله من نفسك خيرًا في بذل الوسع، واستنفاد الجهد، والله سبحانه ولي التوفيق.
أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.