أهم تصريحات فاوتشي حول جائحة كورونا في جلسة استماع مجلس النواب.. ماذا قال عن أصل الفيروس وإجراءات التباعد الاجتماعي؟

منذ 3 أشهر 80

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أدلى الدكتور أنتوني فاوتشي، المدير السابق للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بشهادته الاثنين، خلال جلسة استماع للجنة الفرعية بمجلس النواب  الأمريكي حول استجابة الولايات المتحدة لجائحة "كوفيد-19" وأصول الفيروس.

وكانت جلسة الاستماع أول شهادة علنية لفاوتشي في كابيتول هيل منذ تقاعده من الخدمة الحكومية. 

وقد احتدّ النقاش في بعض الأحيان عندما قام الجمهوريون باستجواب فاوتشي حول مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك أساس توصيات الصحة العامة أثناء الجائحة واستخدام البريد الإلكتروني من قبل مسؤولي الصحة العامة.

وفيما يلي النقاط الرئيسية من جلسة الاستماع:

الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى سد فجوات الاتصال لتكون مستعدة بشكل أفضل لمواجهة الجائحة القادمة

قال فاوتشي إنه لا تزال هناك بعض الجوانب التي تحتاج الولايات المتحدة إلى العمل عليها لتكون أكثر استعدادًا لمواجهة جائحة أخرى في أعقاب "كوفيد-19"، مضيفًا أن "البلاد مستعدة  في بعض النواحي بشكل أفضل للتعامل مع الأزمة الصحية مقارنة بما كانت عليه في عام 2020. لكن في حالات أخرى، ما زلت أشعر بخيبة أمل".

أما الجانب الوحيد الذي يأمل أن تفعله الولايات المتحدة بشكل أفضل للمضي قدمًا، فيتمثل بتشديد الاتصال بين الاستجابة الفيدرالية ومسؤولي الصحة العامة المحليين.

وأشار فاوتشي إلى أنه كان هناك "انفصال بين نظامي الرعاية الصحية والصحة العامة" خلال أزمة "كوفيد-19" في الولايات المتحدة.

وعلى وجه التحديد، لم تتمكن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من طلب المعلومات من الوكالات المحلية، الأمر الذي تسبب في تأخّر تبادل البيانات.

وأضاف فاوتشي أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تعمل على إيجاد طرق لحل هذه المشكلة.

الجمهوريون يوبّخون فاوتشي بشأن استخدام البريد الإلكتروني

شهد فاوتشي يوم الاثنين أنه لم يستخدم بريده الإلكتروني الشخصي لأغراض العمل، ولم يكن على علم قبل تحقيق الكونغرس بأن مستشارًا كبيرًا سابقًا في المعاهد الوطنية للصحة، استخدم بريدًا إلكترونيًا غير رسمي.

وقال فاوتشي إن "الأفراد في المعاهد الوطنية للصحة والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية هم مجموعة ملتزمة للغاية من الأشخاص، وهذه الحالة التي أشرت إليها (المستشار السابق في المعاهد الوطنية للصحة) هي حالة شاذة وغريبة".

وقد أصدرت اللجنة الفرعية المختارة للرقابة بمجلس النواب المعنية بجائحة فيروس كورونا سابقًا سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة التي يقول الجمهوريون إنها تظهر أن بعض مسؤولي المعاهد الوطنية للصحة حذفوا رسائل البريد الإلكتروني، وحاولوا التحايل على متطلبات الكشف عن المعلومات من خلال قوانين السجلات العامة.

وفي مذكرة نُشرت في مايو/أيار الماضي، قال أعضاء اللجنة إن الدكتور ديفيد مورينز، وهو المستشار الكبير السابق لفاوتشي، متورط في "سلوك شائن"، بينما أوضح فاوتشي أنه عمل على منشورات بحثية مع مورينز بصفته مستشار كبير، ولكن دور مورينز لم يشمل تقديم المشورة لفاوتشي بشأن أي سياسة للإدارة.

وتشير اللجنة إلى رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها مورينز إلى زميل آخر تُوضح أنه سيرسل رسالة إلى حساب فاوتشي الخاص وأنه "لا داعي للقلق بشأن قانون حرية المعلومات".

ويمنح قانون حرية المعلومات الأمريكي الجمهور الحق في الحصول على السجلات الفيدرالية، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني المرسلة داخل الوكالات الحكومية.

وجاء في رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها مورينز أنه يمكنه أيضًا تسليم المعلومات إلى فاوتشي لتجنّب أن تكون جزءًا من السجل العام.

فاوتشي يدلي بشهادته حول الأصول المحتملة للفيروس المسبب لـ"كوفيد-19"

وفي شهادة فاوتشي، تناول ما قال إنها "قضايا معينة تم تشويهها بشكل خطير بشأني"، خاصة فيما يتعلق بأصل الفيروس الذي أدى إلى جائحة "كوفيد-19".

وشهد فاوتشي أنه في أوائل عام 2020، تلقى بلاغا من خلال مكالمات هاتفية مع عالمين قال إنهما وآخرون كانوا يشعرون بالقلق من احتمالية أن الفيروس المسبب لمرض "كوفيد-19"، نشأ نتيجة تلاعب في المختبر.

وفي اليوم التالي لتلك المكالمات، قال فاوتشي إنه شارك في مكالمة جماعية مع العديد من علماء الفيروسات الدوليين لمناقشة إمكانية وجود تلاعب في المختبر أو احتمال انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر.

ووصف النقاش بأنه كان "حيويّا" مع وجود حجج من كلا الجانبين، مؤكدا أنه لم يحاول توجيه مسار النقاش نحو أي اتجاه.

وأوضح فاوتشي أن علماء الفيروسات في المكالمة، قرروا فحص التسلسل الجينومي بعناية أكبر، وبعد المزيد من الفحص، اتضح أن العديد من الأشخاص الذين كانوا يشعرون بالقلق في البداية بشأن احتمالية التلاعب في المختبر أصبحوا مقتنعين بأن الفيروس لم يتم التلاعب به عمدا.

وأشار فاوتشي إلى أن الاتهام المتداول بأنّه قام بالتأثير على العلماء لتغيير رأيهم من خلال إعطائهم رشوة بملايين الدولارات من أموال المنح "هو أمر كاذب تمامًا ومحال ببساطة"، مضيفا أنه لم يكن لديه أي مساهمة في محتوى ورقة بحثية نُشرت في مارس/ آذار عام 2020، والتي ناقشت الأصول المحتملة للفيروس.

وقد قام بعض كبار العلماء في العالم بالتحقيق في أصول الفيروس، بما في ذلك لجنة من خبراء منظمة الصحة العالمية.

ويعتقد غالبية العلماء أن الفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر في الصين.

وذكرت بعض الدراسات أنه لا يمكن استبعاد النظرية القائلة بأن الفيروس تسرّب من مختبر صيني، أي معهد ووهان لأبحاث الفيروسات.

وتقول غالبية وكالات الاستخبارات الأمريكية إن الفيروس لم تتم هندسته وراثيا، ولكن لا يزال من غير الواضح كيف بدأت الجائحة.

وجاء في تحليل استخباراتي أمريكي صدر العام الماضي أن أياً من الأصلين محتمل، ولا يزال المجتمع منقسماً حول هذه القضية.

وقد قيّمت وزارة الطاقة الأمريكية العام الماضي أن لديها "ثقة منخفضة" بشأن نظرية التسرّب من المختبر.

ولا تعتقد أي وكالة فيدرالية أمريكية أن الفيروس الذي يسبب مرض "كوفيد-19"، أُنشئ كسلاح بيولوجي.

وقال فاوتشي: "لا أستطيع ولا يمكن لأي شخص أن يفسر الأمور الأخرى التي قد تحدث في الصين، وهذا هو السبب الذي جعلني أقول دائما وسأقول الآن، إنني أظل متفتح الذهن فيما يتعلق بأصل الفيروس".

فاوتشي يفصح عن التهديدات التي تلقاها هو وعائلته

وتحدّث فاوتشي عن التهديدات التي واجهها خلال فترة عمله كمدير للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، لافتًا إلى تهديدات بالقتل وُجّهت إليه بالإضافة إلى زوجته وبناته الثلاث.

وطلبت النائب الديمقراطية ديبي دينجل من فاوتشي شرح بعض التهديدات التي واجهها، فأجاب: "المضايقات عبر رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية لي ولزوجتي ولبناتي الثلاث. وقد كانت هناك تهديدات موثوقة بالقتل أدت إلى اعتقال شخصين، والتهديدات المؤكدة بالقتل تعني أن شخصًا ما كان في طريقه لقتلي. وكان الأمر يتطلب مني الحصول على خدمات الحماية بشكل أساسي طوال الوقت".

وأشار فاوتشي إلى أنه يخشى أن تكون التهديدات الموجهة ضد العاملين في مجال الصحة العامة خلال جائحة "كوفيد-19" بمثابة "مثبط قوي" لتولي أفضل وألمع المرشحين هذه المهنة.

فاوتشي يوضح المبدأ التوجيهي لمسافة التباعد الاجتماعي البالغة 6 أقدام (حوالي مترين)

أوضح فاوتشي أن توجيهات التباعد الاجتماعي التي صدرت خلال بداية جائحة "كوفيد-19" بمسافة 6 أقدام (حوالي مترين) لم تأت منه، بل من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وقال فاوتشي : "كانت مراكز مكافحة الأمراض مسؤولة عن هذه الأنواع من الإرشادات للمدارس، وليس أنا".

وأضاف أنه يعتقد أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها استخدمت دراسات حول قطرات الرذاذ منذ سنوات كأساس لإرشادات مسافة الـ6 أقدام.

وعندما روّجت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لأول مرة فكرة "التباعد الاجتماعي" بمسافة 6 أقدام للأشخاص الذين كان عليهم التواجد حول الآخرين أثناء الجائحة، اعتقد العلماء أن القطرات الملوثة الأكبر حجمًا ستتساقط من الهواء بسرعة، ولن تنتقل لمسافة أبعد من 6 أقدام.

وفي ذلك الوقت، أوصت منظمة الصحة العالمية الأشخاص بالحفاظ على مسافة متر أو 3.3 قدم بينهم.

ولكن حتى في وقت مبكر من عام 2021، بدأ العلماء يدركون أن فيروس كورونا ينتقل عبر الهواء، ما يعني أنه يمكن أن ينتشر من خلال القطرات والهباء الجوي، وهي جزيئات أصغر يمكن أن تنتقل إلى مسافة أبعد وتطفو في الهواء.

وهذا هو السبب إلى حد كبير وراء تأكيد وكالات الصحة العامة على أهمية ارتداء الأشخاص للكمامات وأقنعة الوجه لتقليل عدد الجراثيم التي يمكن أن تطفو في الهواء، وتؤدي إلى إصابة الناس بالمرض.