استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 3/2/2024 ميلادي - 22/7/1445 هجري
الزيارات: 41
♦ الملخص:
شاب مراهق متعلق بمعلمته كأمه، وهي تعامله كابنٍ لها، وقد رأى من نفسه غيرة عليها لأنها تتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ويريد أن يصارحها بهذا الأمر، لكنه يخشى أن يثير حفيظتها، ويسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في الثامنة عشرة من عمري، معلمتي نشيطة وملهمة، تحفزُّني وتنصحني، وتعاملني كما لو كنت ابنها، وأنا متعلق بها كأمي، وأتواصل معها باستمرار، مؤخرًا بدأت أشعر بالغَيرة عليها؛ إذ تتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي مع بعض المنشورات بالقلوب وغير ذلك، أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غيورًا على نسائه، ولكنها ليست من نسائي، وإن كنت أعتبرها كأمي، لا أدري ماذا أفعل، أخشى إن كلمتها في الأمر أن تتضايق، وتغير معاملتها معي، فهل أصارحها؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى جَعَلَ خيرِيَّة هذه الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذ قال: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110].
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم)).
فالمسلم يجب عليه أن ينصح ويأمر بالمعروف بمعروف، وينهى عن المنكر بغير منكر، ولا يخشى رفض من أمامه؛ لأنه يفعل ذلك ابتغاء وجه الله سبحانه.
واعلم أن توجيه النصح من الطالب للمعلمة قد يكون فيه بعض الحرج، لكن كما أسلفت هو لله سبحانه وتعالى، فتوكَّل على الله، وانصح بشكل لائق ومهذب، ولا تخشَ العواقب.
الأمر الآخر الذي أريد أن أنبِّهَ عليه، وأرجو أن يتسع صدركم له، ولا بد أن أتكلم فيه، ونعرف حكم الشرع، وما الذي يُرضي الله سبحانه وتعالى.
بعض الألفاظ التي قيلت أثناء طرح المشكلة من حبكم للمعلمة وتعلقكم بها، والتواصل المستمر معها، بدعوى أنها تحفزكم وتنصحكم، فهذا باب فتنة يجب غلقُه تمامًا، لا سيما وإن لم يكن هناك ضرورة تواصل الآن، كأن تكون تدرسك الآن في المدرسة، أما غير ذلك، فالحفاظ على قلبك أولى، لا سيما وأنت في سن البلوغ، أو كما يُسمى سن المراهقة، وهذه المشاعر لا بد أن تُضبط بميزان الشرع، والشيطان حبائله كثيرة هو اليوم يسوِّل لك بأنك مثل الابن لها، وهي كأمِّك، لكن هذا على سبيل المجاز وليس الحقيقة، وبِناءً على ذلك لا يجوز أن تقول: أنا أحبها، أنا متعلق بها، أيًّا كان السبب؛ لأن كل كلمة نُحاسَب عليها أمام الله عز وجل من وقت البلوغ والتكليف، فلا بد أن تبتعد عن الفتن وما يوصل إليها؛ والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرجال من النساء))؛ [متفق عليه، واللفظ للبخاري].
وكما أسلفت، فالشيطان حبائله كثيرة، ولا تظن أن فارق العمر بينكما أو مقام أنها توجِّهك أو تنصحك يَحُول بين وقوع الفتنة، فالحذرَ الحذرَ، وسلامة قلبك أولى.
وفَّقكم الله لِما يحب ويرضى.