أسعد دولة في العالم.. انتخابات تشريعية صعبة في فنلندا

منذ 1 سنة 143

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 02/04/2023 - 11:30

مسؤولون يعدون الأصوات المسبقة للانتخابات البرلمانية الفنلندية في هيلسنكي. 2023/04/02

مسؤولون يعدون الأصوات المسبقة للانتخابات البرلمانية الفنلندية في هيلسنكي. 2023/04/02   -  Copyright  RONI REKOMAA/Lehtikuva

تواجه رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) التي تتمتع بشعبية داخل البلاد وخارجها منافسة حادة الأحد، من اليمين أو حتى القوميين المناهضين للهجرة، في انتخابات تشريعية قد تنهي حكمها.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح الأحد في هذا البلد الواقع في شمال أوروبا ويبلغ عدد سكانه 5,5 ملايين نسمة. 

معركة ثلاثية

توقعت أحدث استطلاعات للرأي، أن يتعادل الاشتراكيون-الديمقراطيون، ويمين الوسط، واليمين المتطرف، إذ حاز كل منهم على ما أقل من 20% بقليل، من نوايا التصويت. لذلك يصعب التنبؤ بالأغلبية المستقبلية. ويشغل زعيم الحزب الذي يأتي في الطليعة، منصب رئيس الوزراء، بشرط أن يتمكن من تشكيل ائتلاف.

ويرى محللون أن حزب الفنلنديين (يمين متطرّف) بزعامة ريكا بورا قد يحطم رقمه القياسي السابق المُسجّل في 2011 (19,05%)، في خضم موجة التضخم التي ترفع حظوظه، علماً أن التشكيل المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي والشعبوي والمناهض للهجرة لم ينتصر يوماً.

وقد يميل حزب الائتلاف الوطني (يمين الوسط) الذي يتزعمه بيتيري أوربو إلى التحالف مع حزب الفنلنديين، كما في العام 2015. وهناك خيار آخر يتمثل بتحالف أحمر-أزرق بين مارين وأوربو.

"فيكسيت"

لم يحتل "حزب الفنلنديين" الموجود منذ أكثر من عشرين عاما في الحياة السياسية الفنلندية، من قبل الطليعة في انتخابات. وقالت بورا (45 عاماً) التي تقود الحزب منذ عامين السبت: "آمل أن أكون مفاجأة جيدة".

ويفكر الحزب رسميا في ما يسميه "فيكسيت" أي خروج فنلندي من الاتحاد الأوروبي وإن كان ذلك مجرد دعاية "تكتيكية" كما يؤكد يوهو راكونن أستاذ العلوم السياسية في معهد "إي2 ريسرش".

وحققت سانا مارين أصغر رئيسة حكومة في العالم عندما وصلت إلى السلطة في نهاية 2019، شعبية كبيرة لإدارتها الجيدة لوباء كوفيد-19 ومسألة الانضمام إلى الناتو التي رفضها حزبها قبل الحرب في أوكرانيا، وقالت الزعيمة لمؤيديها الجمعة: "مررنا بسنوات صعبة لكننا تغلبنا على الصعوبات معا".

إلا أن الاقتصاد يمثل الحجة الرئيسية لهجوم المعارضة التي تندد بارتفاع قدره 10 نقاط: من إجمالي الناتج المحلي في الدين العام خلال أربع سنوات، إلى 73%.

وقال يوهو راكونن إن "مارين لا ترضي الجميع. فمع أنها تحظى بشعبية استثنائية، إلا أنها تثير معارضة وعمقت الانقسام السياسي". وأضاف أن "سياسياً واحداً بمفرده لا يكفي". ويواجه ائتلافها الحكومي أيضا المكون من خمسة أحزاب صعوبات منذ أشهر. وقد أعلن حليفها الوسطي أنه سيرفض تجديد هذا التحالف.

وتجري المنافسة على مئتي مقعد في بلد يستغرق تشكيل الحكومة فيه عادة نحو ستة أسابيع. لذلك سيكون على مارين البقاء على رأس الحكومة بالوكالة الأسبوع المقبل عندما تنضم فنلندا رسميًا إلى الناتو، بعدما حصلت على آخر ضوء أخضر ضروري من تركيا الخميس. ولا يمكن أن تخرج نتيجة الانتخابات العملية عن مسارها لأن جميع الأحزاب الرئيسية الآن تؤيد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

الطريق إلى الناتو

كانت فنلندا جزءا من السويد حتى العام 1809 قبل أن تتحول إلى دوقية روسية كبيرة حتى استقلالها خلال الثورة الروسية في العام 1917. وما زالت اللغة السويدية لغة رسمية إلى جانب اللغة الفنلندية، ولغة أولى لحوالي 5% من الفنلنديين. وانتهزت فنلندا فرصة الثورة البلشفية في العام 1917 لتُعلن استقلالها الذي أدى إلى حرب أهلية بين "الحمر" و"البيض".

وغزاها الاتحاد السوفياتي في 1939 بعد المعاهدة الألمانية السوفياتية، فقاومت فنلندا ببسالة خلال الأشهر الثلاثة من حرب الشتاء، ولكن بعد استئناف الصراع في 1941، انتهت الحرب بهزيمتها.

وبموجب معاهدة "صداقة" موقعة في 1948 بضغط من موسكو، وافقت هلسنكي على البقاء خارج التعاون العسكري الغربي، في شكل من أشكال الحياد الإجباري يسمى "الطابع الفنلندي".

وفي نهاية الحرب الباردة، دخلت فنلندا الاتحاد الأوروبي وتجذّرت في الغرب، ولكن لم تقرر الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي إلا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

أسعد دولة في العالم

يُعرف الفنلنديون بأنهم شعب متواضع، وصُنِّفوا كأسعد شعب في العالم في آذار/مارس للسنة السادسة على التوالي، في ترتيب برعاية الأمم المتحدة.

وتضم البلاد آلاف البحيرات والغابات المنتشرة في كل أنحائها، وتمتد على أكثر من 330 ألف كيلومتر مربع، وتتمتع بنموذج اجتماعي فعّال، وأوجه محدودة من عدم المساواة، وتحظى فيها السلطات بثقة عالية.

ومع مواجهة الفنلنديين الصقيع لمدة نصف عام تقريبًا، يحتلون الصدارة أيضاً في عدد حمامات البخار (الساونا)، الذي بلغ ثلاثة ملايين، متجاوزاً عدد السيارات.

ومع ذلك، شكل حلول فنلندا في المرتبة الأولى على لائحة أسعد دول العالم مفاجأة في العام 2018، إذ يصف العديد من السكان المحليين أنفسهم بأنهم قليلو الكلام وتنتابهم الكآبة.