أريد الطلاق وزوجي يرفض

منذ 3 أشهر 78

أريد الطلاق وزوجي يرفض


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/8/2024 ميلادي - 16/2/1446 هجري

الزيارات: 41


السؤال:

الملخص:

امرأة تشكو زوجها؛ لبخله، وتطاوله عليها بالشتم والضرب، وهي تريد الطلاق، وهو يرفض، ولما منعته حقوقه الشرعية، اتهمها بالنشوز، وتسأل: هل يحق لها طلب الطلاق؟ وهل هي ناشز حقًّا؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله.

زوجي بخيل، وغير مسؤول، ومؤخرًا ساءت العلاقة بيننا، فاقترحت عليه أن نقيم مجلسًا، فيه حَكَمان من أهله وأهلي؛ لحل المشاكل، لكنه رفض، فطلبت إليه أن نجلس مع شيخ، فرفض أيضًا؛ فطلبت الطلاق؛ لبخله الشديد، وتعنُّته، وتطاوله عليَّ بالألفاظ البذيئة، فرفض طلاقي، وبعد شجارٍ كبير بيننا، تدخَّل أهلي، وأخذوا منه العهود والمواثيق على أن يتغير وينفق على أسرته، ويُحسن معاملتي، وبعد سنة من هذا الاتفاق لم يتغير شيء، بل إن أخلاقه ساءت، ولم يعُد ينفق بالحد المعقول، بل بالحد الأدنى، وتعديه عليَّ صار بالضرب، والآن أنا أريد الطلاق، وأرفض الصلح، وهو يرفضه، فما كان مني إلا أن فصلت نفسي عنه في غرفة مستقلة، ورفضت إعطاءه حقوقه الشرعية، فاتهمني بالنشوز، أنا لا أستطيع الاستمرار؛ فقد صبرت عليه سنوات، دون جدوى، وفي الوقت نفسه لا أريد اللجوء إلى المحاكم، سؤالي: هل رفضي إعطاءه حقوقه الشرعية حرام؟ وهل أنا ناشز؟ وهل طلبي للطلاق حرام؟ وإن تركت بيت الزوجية، وذهبت إلى بيت أهلي دون موافقته، فهل أكون آثمة؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فإن اختلاف وجهات النظر، والتفاوت في تحديد الحقوق الواجبة، هو من أهم أسباب النزاعات بين الزوجين؛ ولذلك لا بد من بناء وعيٍ، ومعرفة صحيحة حول الحقوق المتبادلة بين الزوجين، ما الذي له وما الذي عليه، حقوق كثيرة وفي جوانب متنوعة، بدءًا من حسن التعامل، وانتهاءً بالرعاية والاهتمام، وما يلحق بهما من قيام بشؤون الأسرة.

ولا شكَّ في تأثُّر الطرف الآخَر، وشعوره بالألم حينما يُقصِّر شريكه في أداء الحقوق، فيضطر حينها إلى تحمُّل العبء الأكبر من المسؤولية، حتى يصيبه الإنهاك.

وعند المطالبة بالحقوق بين الزوجين نحتاج إلى حكمة وحوار هادف، وحتى يتحقق هذا الحوار الهادف المثمر لا بد أن يتسم الطرفان بالهدوء، وأن يحترم كل منهما الآخر، وأن يعرف حدوده ولا يبالغ في المطالبة بحقوقه.

ابتعدي عن تصعيد المواقف والمبالغة في ردود الأفعال، ومحاولة الضغط على الزوج ومحاصرته، فهذه الطريقة تزيد من نفوره وتقصيره.

حاولي فَهم أسباب تقصيره في النفقة، هل هو ضعف دخله وعدم قدرته على الزيادة؟ حاولي فهم أسباب طريقته في التعامل معكِ، هل هو متضايق من أسلوبكِ؟ هل يشكو هو من أمور واحتياجات لم تقومي بتلبيتها؟ فلا بد من أن تنظري كذلك بإنصاف، وأن تبادري بتفحص سلوككِ معه.

وأوصيكِ كذلك أختي الكريمة بعدم مقابلة تقصيره بتقصيرٍ مثله، إذ تقعين في النشوز المنهيِّ عنه شرعًا، فقد جاء في كتاب المُغْنِي لابن قدامة رحمه الله: "معنى النشوز: معصيتها لزوجها فيما له عليها، مما أوجبه له النكاح، وأصله من الارتفاع، مأخوذ من النشز، وهو المكان المرتفع، فكأن الناشز ارتفعت عن طاعة زوجها، فسميت ناشزًا، فمتى امتنعت من فراشه، أو خرجت من منزله بغير إذنه، أو امتنعت من الانتقال معه إلى مسكن مثلها، أو من السفر معه، فلا نفقة لها ولا سكنى، في قول عامة أهل العلم؛ منهم الشعبي، وحماد، ومالك، والأوزاعي، والشافعي، وأصحاب الرأي، وأبو ثور".

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.