أريد الخلاص من هذه العادة

منذ 1 سنة 216

أريد الخلاص من هذه العادة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/8/2023 ميلادي - 23/1/1445 هجري

الزيارات: 34



السؤال:

الملخص:

فتاة تشتهي أجساد مثيلاتها من الفتيات، ولا تستطيع كبحَ جماح شهوتها عند التفكير فيهنَّ، إلا أن تستمني، حتى في وقت الصيام، وتريد الخلاص من هذه العادة القذرة، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا فتاة في الثالثة والعشرين، أميل للبنات، وأشتهي أجسادهن، تتملكني الشهوة والأفكار الجنسية كثيرًا، ولا أستطيع المقاومة إلا أن أستمنيَ، ثم أتوب، وأعود، حتى إن هذه الأفكار تأتيني في الصيام، ولا أستطيع التفكير في شيء آخر، فما حكم الاستمناء في حال غلبة الشهوة عليَّ؟ أتناول أدوية مضادة للاكتئاب، وهي أدوية تثبط الشهوة، لكن بلا جدوى، ولا أستطيع الزواج حاليًّا، أريد الخلاص من هذه العادة القذرة، وتصحيح فطرتي، فما الحل؟

الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فالحلُّ في مثل هذه الظروف أن يلجأ الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يتعرَّضَ إلى نفحاته، سائلًا إياهُ الهداية والتوفيق؛ فهو ربٌّ كريم جل في عُلاه، لا مانع لِما أعطى، ولا مُعطي لِما منع تبارك وتعالى.

ثم عليه أن يُقوِّيَ نَفسه ويُحصِّنَها بالإيمان والعمل الصالح وقراءة الأذكار، والتقرب إلى الله تعالى كذلك بالصبر على الآلام التي يُكابِدُها في سبيل البُعد عن الذنوب والمعاصي، وارتكاب ما حرم الله سبحانه.

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

وعلى المسلم أن يتقيَ الله سبحانه وتعالى، وأن يبتعد عن الأسباب المؤدية إلى ارتكاب المعاصي، وأبرزها فيما يخص سؤالكِ أختي الكريمة: هو إطالة النظر، والإفراط في التفكير، واعتياد استثارة الشهوة.

فيجب عليكِ غض البصر عما حرم الله، حتى عن مثيلاتكِ من النساء؛ فلا يجوز إطالة النظر إلى أجسادهن وتأملها، وهذا هو سبب ميلكِ إليهن.

وكذلك لا بُد من قطع تسلسل الأفكار، وعدم الاسترسال معها، وهي مهارة تتعلق بضبط التصورات الذهنية، ومن ثَمَّ ضبط الأفكار المتعلقة بها؛ فالاستغراق في التفكير هو العامل المُلِحُّ في استثارة مكامن الشهوة.

وما دام أساس المشكلة نابعًا من التصورات الذهنية، فلا بُد من علاج التصورات، وصرف الفِكر باتجاه ما ينفع، وإعمال العقل والجسد كذلك في أنشطة تُشعِل في الإنسان جذوة الحماس، وتُشعره بقيمته، ويكون الذهن منشغلًا بتحقيقها.

ولا شك أن الأمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة للنفس، ومقاومة كذلك للأفكار ويقظة ذهنية، ولكن هذه الصعوبات ما تلبث أن تتلاشى بتوفيق الله، لتَنشَأ عادات إيجابية جديدة.

وحتى يستمر الإنسان في عاداته الجيدة، ويبتعد عن عاداته السلبية، يجب عليه بعد الاستعانة بالله، الاهتمام بقناعاته واهتماماته، والتأكد من سلامة البيئة المحيطة به من أصدقاء وخُلَطاء، حتى الحسابات في مواقع التواصل، فلا بُد أن ينتقِيَها بعناية، وأن يحرِصَ على أن تكون مُحفِّزة للأخلاق والقِيَم الفاضلة؛ فإنه مِمَّا لا شك فيه أن للعوامل الخارجية تأثيرًا على قناعات الإنسان، ومن ثَمَّ على اهتماماته وسلوكه بشكلٍ عام.

وخلاصة القول: أن الله سبحانه وتعالى قد ركَّبَ في الإنسان غرائزَ وفَطَرَه عليها، وعليه أن يتعامل معها بعناية، وأن يوجِّهَهَا بالشكل الصحيح، وأن يستعين على ذلك بالوسائل الشرعية، من غض البصر، والصوم، والانشغال بالأعمال الصالحة، وكذلك إعمال الذهن وإشغال الجَسَد فيما ينفَع، مع التأكد من سلامة بيئته المحيطة، وأن تكون داعمةً له، وليست بيئةً هدَّامة.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.