أخفيت على زوجتي مرضي النفسي

منذ 9 ساعة 13

أخفيت على زوجتي مرضي النفسي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/3/2025 ميلادي - 19/9/1446 هجري

الزيارات: 25


السؤال:

الملخص:

رجل مريض باضطراب وجداني ثنائي القطب منذ ثلاثة عشر عامًا، وقد أخفى الأمر على زوجته؛ كي لا ترفضه، والآن هي حامل في الشهر الخامس، وهو يشعر بندم شديد لإخفائه الأمرَ عنها، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا في الثلاثين من عمري، مُصاب باضطراب وجداني ثنائي القطب منذ ثلاثة عشر عامًا، وألتزم تناول الأدوية حتى الآن، تزوجت منذ ستة أشهر، ولا تدري زوجتي شيئًا عن مرضي؛ حيث أخفيتُ عليها الأمر؛ خوفًا من أن ترفضني هي وعائلتها، ومن ثَمَّ أكون عرضة للرفض الاجتماعي، فلا أجد من ترضى بي، والآن أشعر بندمٍ وغُصَّة؛ لإخفائي الأمر عنها وزوجتي حامل في الشهر الخامس، فماذا أفعل؟ أريد جوابًا يُعينني على ما أنا فيه.

الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فإن الحياة الدنيا دار ابتلاء، وفيها الأسقام والأمراض التي يختبر الله بها عباده، ويصيبهم بها، وهو سبحانه الشافي المعافي تبارك وتعالى، والمؤمن يسلِّم بقضاء الله وقدره، ويرجو العوض من الله سبحانه؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاءُ شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر، فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].

وعن عطاء بن أبي رباح، قال: ((قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ألَا أُريك امرأةً من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني أُصْرَع، وإني أتكشَّف، فادْعُ الله تعالى لي، قال: إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله تعالى أن يعافيكِ، فقالت: أصْبِرُ، فقالت: إني أتكشَّف فادعُ الله ألَّا أتكشف، فدعا لها))؛ [متفق عليه].

ولا شكَّ أن هذا النوع من الأمراض يحتاج متابعة وعلاجًا حتى تهدأ حِدَّته، ويخف أثره، وللعلاج كذلك آثار وأعراض جانبية، وهذا المرض يؤثر تأثيرًا ظاهرًا في شخصية الإنسان، ومن حقِّ شريك الحياة كذلك معرفة ما يمر به الطرف الآخر من ظروف وما يعتريه من أخطار، فهذه العلاقة يتأثر فيها كل طرف بما يعتري الآخر، ولشريك الحياة الحقُّ بالمطالبة ورفع الضرر عليه لو وقع؛ ولذلك كان من المفترض الوضوح قبل الدخول في العلاقة، فقد تأخَّر تأنيب الضمير لديك حتى تم الزواج، وحصل الحمل.

ولو حصل وتأثرت وتضررت، فلها حق المطالبة القضائية التي تقتضي نظر المحكمة وتقييمها لهذا العيب: هل هو موجب لفسخ النكاح أو غير موجب؟

وأنا لا أعلم، ما هو مستوى تأثير المرض عليك، وما هو مدى الضرر الذي يلحق زوجتك من هذا المرض وتأثيره على حياتكما الزوجية؛ ولذلك أوصيك بالمحافظة على العلاج، والحد من تأثير المرض عليك وعلى أسرتك.

أسأل الله لك الشفاء العاجل، وأسأله سبحانه التوفيق والسعادة لك ولأسرتك.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.