أخشى من زواج الأطباء

منذ 6 ساعة 12

أخشى من زواج الأطباء


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/11/2024 ميلادي - 22/5/1446 هجري

الزيارات: 21


السؤال:

الملخص:

فتاة في مقتبل العشرينيات، تقدم إليها أحدُ أقربائها الذي يعمل طبيبًا، وهي في حيرة من أمرها ولا تستطيع أن تقرِّر هل توافق أو لا؛ إذ لديها مخاوف من الأطباء وعملهم المختلط، سيما أنه كان خاطبًا زميلة له قبلها، وهي فتاة غيور، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا فتاة في مقتبل العشرينيات، على أعتاب التخرج في الجامعة، قبل بضعة أشهر تقدَّم إليَّ ابن عمتي بشكل غير رسمي؛ حيث إنه ينتظر تخرجي حتى يتقدم بشكل رسمي، ابن عمتي هادئ وطيب، وعلى خُلُق، ويعمل طبيبًا، وسِنُّهُ قريبة من سِنِّي، المشكلة أنني حائرة وضائعة؛ إذ لديَّ مخاوف ممن يعملون في قطاع الصحة، ومن العمل المختلط، سيما أنه كان خاطبًا زميلة له في العمل، ثم فسخ الخطبة قبل سنة ونصف، وأنا فتاة غيور، أيضًا لا أعرف إن كنت مؤهَّلة لتحمُّل المسؤولية أو لا؛ هذه المخاوف التي لديَّ تغطي على ميزاته؛ ولا أستطيع أن أبُتَّ الأمر، وأقطع فيه برأيٍ، ومع أنني استخرتُ مرارًا، فأنا أُقدِّم رجلًا وأُؤخِّر أخرى؛ فتارة ألين وأميل للأمر، وأرى كل شيء ميسَّرًا، وتارة أرى الأمر صعبًا ومعقدًا، أخشى أن تأتي لحظة القرار، وليس لديَّ ما أستطيع به حسم أمري من الموافقة أو عدمها، أخشى أن تبدأ حياتي بالمشاكل والشكوك، فبمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكِ هو:

1- خطبكِ ابن عمتكِ، وأنت متخوِّفة من الموافقة عليه لسببين؛ هما:

أ- كونه طبيبًا، وعمله مختلطًا، وأنت غيور جدًّا.

ب- كونه سبق أن خطب زميلة له في العمل ثم فسخ الخِطبة.

2- ذكرتِ صفاتٍ طيبة فيه؛ هي الهدوء والطيبة وحسن الخُلُق.

3- ذكرتِ أنكِ استخرتِ كثيرًا؛ فمرة ترتاحين، ومرة تترددين؛ بسبب خشيتكِ من الآثار السيئة لعمله المختلط، وخشيتكِ أن تؤدي غيرتكِ إلى المشاكل وإلى الشكوك في علاقاته بالأخريات بسبب العمل.

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: إن كان مَرضيًّا دينًا وخُلُقًا، فالأصل الشرعي هو القبول به بعد الاستخارة.

ثانيًا: الطب عمل عظيم يُرجَى للمخلص فيه الثواب العظيم؛ لِما فيه من النفع الجزيل للأمة.

ثالثًا: غيرتكِ الشديدة شوَّشت على قلبكِ بأن تكون له علاقاتٌ غيرُ حميدة؛ بسبب عمله في الطب، وليس كلُّ مَن عمِل بالطب دخل في دهاليز العلاقات المحرَّمة، فكم سمِعنا ورأينا من أطباء شرفاء، نفعوا الأمة نفعًا عظيمًا مع بعدهم الشديد عن كل ما قد يلوِّث دينهم من شُبُهات العلاقات المحرَّمة.

رابعًا: ولكن لعل القلق الذي أصابكِ بسبب ما تسمعينه من قصص سيئة عن آثار الاختلاط بين الجنسين، وهذه موجودة بالفعل، خاصة مع الخلوة، والنبي صلى الله عليه وسلم الذي ما ينطق عن الهوى قال: ((لا يخلُوَنَّ رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو مَحْرَمٍ))؛ [متفق على صحته].

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلُوَنَّ رجل بامرأة؛ فإن الشيطان ثالثهما))؛ [خرَّجه الإمام أحمد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، بإسناد صحيح].

خامسًا: هيئي نفسكِ نفسيًّا لاتصالات ضرورية من الطبيبات أو الممرضات بزوجكِ في أوقات مختلفة من الليل والنهار، فهذه من الأمور المعتادة للعمل في الطب، كذلك هيئي نفسكِ لمناوبات زوجكِ في الليل والنهار، بحيث لا تتطرق إليكِ الشكوك في هذه المناوبات.

سادسًا: لا تستسلمي لوساوس التخوفات؛ فلن تنفعكِ بشيء، بل ستزيدكِ غمًّا وهمًّا وقلقًا، واستبدلي بها الدعاء والاستخارة، وإذا فعلتِها بصدقٍ، فسيدُلُّكِ الله سبحانه على ما فيه خير وصلاح لكِ ولخطيبكِ.

سابعًا: خِطبته سابقًا لزميلته في العمل، ثم فسخه للخطبة ليس فيها ما يدعو للشك فيه أو القلق، فهذه أمور عادية تحصل كثيرًا لأسباب كثيرة، وما تقدم إليكِ إلا راغبًا فيكِ، منصرفًا نهائيًّا عن خطيبته السابقة.

حفظكِ الله، وشرح صدركِ للخير، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.