أحلامي تتلاشى أمام عيني

منذ 7 أشهر 123

أحلامي تتلاشى أمام عيني


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/4/2024 ميلادي - 8/10/1445 هجري

الزيارات: 41


السؤال:

الملخص:

فتاة مراهقة، أحبَّت شخصًا وخدعها، ومع المشاكل العائلية رسبت في شهادة البكالوريا، وتشعر أنها فقدت قوتها وطاقتها، ولم تعد تبالي بشيء، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا فتاة لم أحقق شيئًا في حياتي، فشلت على المستوى العاطفي؛ فقد أحببت شخصًا وخدعني، ومع المشاكل التي تمتلئ بها حياتي العائلية، فقد فقدت التركيز في دراستي، ورسبت في شهادة البكالوريا، لم تعد لديَّ قوة أو رغبة لفعل شيء، أحلامي تتلاشى أمام عيني، ولا أُحرِّك ساكنًا، ولا أدري ماذا أفعل، أشعر أني أُدمَّر شيئًا فشيئًا، ولا أحد يهتم لي، أريد حلًّا، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمرحبًا بكِ أختي الكريمة..

هذه هي الحياة لا تصفو لأحد، ولا يسلم من التنغيص فيها أحدٌ، ولله سبحانه حكمة في الخلق والتدبير، ولعل عثرات الحياة وصدماتها تذكِّرنا بوجود ربٍّ رحيم كريم ودود، نعبده سبحانه، ونلتجئ إليه، ونتوكل عليه؛ فلا مانع لِما أعطى، ولا معطي لِما منع، تبارك وتعالى.

واعلمي أنه لا يُسكِن النفس، ويبعث على الطمأنينة شيء مثلُ ذِكْرِ الله سبحانه وتعالى؛ يقول الله جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

ثم اعلمي - رعاكِ الله - أن هناك أسبابًا مادية كذلك لا بد من الأخذ بها، فلا بد من تطوير وتخطيط وعلاج.

نطور من مهاراتنا الحياتية، ونخطط للأمور جيدًا، ونعالج أنفسنا إذا استوجب الأمر للعلاج.

وهناك أمور لا بد من الانتباه إليها وعدم الانسياق خلفها، كهذه العاطفة التي تعصف بنا وتقذف بنا نحو الأمواج المتلاطمة من الهموم والأحزان، ذلك أننا قد ننساقُ خلفها دون تركيز وانتباه، ولذلك لا بد من اليقظة لمشاعرنا، واليقظة لاهتماماتنا، والبعد عن الفراغ القاتل الذي يجعل اليوم كالأمس، والحياة بلا معنى، نركض خلف كل من يبتسم إلينا ويُشعرنا بالعطف والحنان، وهذا والله أثر الفراغ، وعدم استيعاب الهدف من وجودنا في هذه الحياة.

ولذلك أوصيكِ بالسعي الحثيث نحو تطوير مهاراتكِ وقدراتكِ، والارتقاء بمستواكِ الثقافي، فلا بد من البحث عن تحقيق قيمة لذواتنا، وأن يكون وجودنا في هذه الحياة إضافة، وليس عبئًا على المجتمع.

أما إذا شعرتِ بالعجز تجاه هذه التوصيات، فأوصيكِ بالتواصل مع المختص النفسي، والتأكد من صحتكِ النفسية؛ فالكثير عُرْضَةٌ للإصابة بهذه الأمراض، قلق واكتئاب وغيرها.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.