أبي بخيل

منذ 10 أشهر 177

أبي بخيل


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/1/2024 ميلادي - 26/6/1445 هجري

الزيارات: 25


السؤال:

الملخص:

ابن يشكو بُخل أبيه، فبيتُهم مهدَّد بالإزالة، ومع ذلك لم يشترِ لهم أبوه بيتًا، أو يستأجر على الأقل، وقد كانت أمه تأخذ المال من أبيه دون علمه، واشترت بذلك المال قطعة أرض، ويسأل الابن: هل هذه الأرض حلال أو لا؟

التفاصيل:

نسكن في بيت مهدد بالإزالة من قِبل الدولة، ولكنَّ بُخْلَ أبي يمنعه من شراء أو تأجير منزل، مع أن راتبه عالٍ، وقد كانت أمي تأخذ المال منه دون علمه، حتى جمعت مبلغًا، واشترت به قطعة أرضٍ، فهل قطعة الأرض حرام أو لا؟ أرجو تفصيل الجواب.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:

لا تنظر إلى ما سأقوله لك على أنَّه فتوى شرعية، فللفتاوى جهات معروفة للحصول عليها، لكن ناقش الموضوع معي بصوتٍ عالٍ، فأقول لك: أباح الرسول صلى الله عليه وسلم للمرأة أن تأخذ من مال زوجها البخيل ما يسُدُّ حاجة بيته، ولو بدون علمه؛ فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: ((أن هند بنت عتبة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان لا يعطيني ما يكفيني ويكفي بنيَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: خُذِي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك))، فالواضح أن الوالدة أخذت ما يكفي ويزيد، ثم أحوجكم الحال لبناء بيت، وإلا ستواجهون الشارع، فأصبح وجود بيت هو أوجب الواجبات؛ لِما فيه من حماية للعِرض، وتماسك للأسرة، فقطعة الأرض الآن ليست في حكم المال الزائد الذي أخذته الوالدة، بل أصبحت هي الطريقة الوحيدة لبناء بيت يؤويكم، خاصة أن والدك يضِنُّ بالمال، ويرفض تبديل بيتكم المهدد بالإزالة عاجلًا، توكلوا على الله، وأقيموا لكم عليها بيتًا، ويحل هذا الإشكال كله أن تستسمحوا والدكم، وتسترضوه بأنكم وفرتم عليه ثمن الأرض، وما عليه إلا إقامة الجدران، وغالبًا سيرضى؛ لأن المال لم ينفق في استهلاك لا فائدة منه، ولم تبدده الزوجة على أهلها مثلًا أو صديقاتها، بل ادخرته لأولادها، وهذا أحبُّ شيء لقلب الأب، ولا أظنه يرفض أو يكره ذلك.

وفَّقكم الله للخير، وجزاكم الجنة على تحريكم الحلال، ويسَّر الله لكم، وغفر لوالديكم.