هل الله محتاج توبة العبد؟

منذ 1 سنة 196

هل الله محتاج توبة العبد؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/3/2023 ميلادي - 7/9/1444 هجري

الزيارات: 28



السؤال:

الملخص:

سائلة لديها وسواسٌ يُثبطها عن التوبة؛ حيث يلقي في روعها الشيطان أن الله محتاج لأن يفرح بتوبة عبده التائب، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

مؤخرًا أعاني من وساوسَ أيْئَستني من نفسي كثيرًا، فكلما هَمَمْتُ بالتوبة، يقول لي الشيطان: إن الله سيفرح بتوبتي، كأن الله بحاجة إلى فرحتي، وكأنه سيحزن إن لم أتُبْ، والعياذ بالله، رغم أنني أحدِّث نفسي بأن الله هو الغني، أرجو منكم تصحيح تلك الفكرة، وأيضًا عندما أصلي الفجر، ثم أترك الصلوات كلها، أشعر بأنني كافرة، فأغتسل وأتشهد، وهكذا هي حياتي، وتركي للصلاة بسبب النوم والكسل والتأجيل والتعب من الوساوس.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكِ هو أنكِ مصابة بداء الوسواس المزعج جدًّا؛ لذا فأقول علاجكِ بإذن الله في الآتي:

أولًا: لا بد من عرض نفسكِ على طبيب نفسي موثوق.

ثانيًا: أكْثِري من الأسباب الشرعية الآتية؛ وهي:

١- الدعاء.

٢- الرقية.

٣- الصدقة.

٤- الاسترجاع.

٥- الاستغفار.

٦- المجاهدة على عدم الاستسلام للأوهام الشيطانية.

ثالثًا: ما ذكرتِهِ من أن الشيطان يثبطكِ عن التوبة، ويوسوس لكِ، مستهزئًا أن الله سيفرح بتوبتكِ، وأنتِ تُصدقين هذه الوساوس بسبب جهلكِ ومرضكِ، والصحيح أن الله سبحانه يقبل توبة عبده إذا تاب؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

ويفرح سبحانه بتوبة عبده؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لَلهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلَته بأرضٍ فَلَاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيسَ منها، فأتى شجرةً فاضطجَعَ في ظلِّها قد أيس من راحِلَته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمةً عنده، فأخذ بخِطامها، ثمَّ قال مِن شدَّة الفرح: اللهمَّ أنت عبدي، وأنا ربُّك، أخطأ من شِدَّة الفَرح))؛ [متفق عليه].

رابعًا: ترككِ للصلاة لا يجوز أبدًا، بل منكرٌ عظيم وكفَّر بعضُ العلماء تاركَها، فتوبي إلى الله سبحانه ليتوب عليكِ، والنوم والمرض والوساوس كلها ليست أعذارًا شرعية لتركِ الصلاة.

خامسًا: لا تلتفتي أبدًا لوسوسة الشيطان لكِ بأنكِ كافرة؛ لأن الهدف منها واضح جدًّا، وهو تحطيمكِ وبذر اليأس من رحمة الله في قلبكِ، حتى تستمري في معصيته عز وجل.

سادسًا: لا داعي للاغتسال والتشهد مرة أخرى، فأنتِ امرأة مسلمة موحدة لم تكفري أبدًا، فاحذري كثيرًا من تلاعب الشيطان بكِ.

حفِظكِ الله، وأعاذكِ من وساوس الشيطان.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.