ما سرّ الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إلى المجر؟

منذ 1 أسبوع 38

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في تصريح لـ "يورونيوز"، انتقدت السفارة الإسرائيلية في المجر قرار دعوة الرئيس الإيراني السابق للتحدث في إحدى جامعات بودابست.

أثارت محاضرة للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في إحدى الجامعات المجرية إدانة السفارة الإسرائيلية في بودابست والجالية اليهودية في البلاد على حد سواء.

ومن المقرر أن يعقد أحمدي نجاد، المعروف بعدائه لإسرائيل وإنكار الهولوكوست، محاضرتين في الجامعة الوطنية للخدمة العامة (Nemzeti Közszolgálati Egyetem- أو NKE) يومي الثلاثاء والأربعاء بدعوة من عميدها، جيرجيلي ديلي.

ووفقاً للصحف الإيرانية، دعت (NKE) أحمدي نجاد إلى لقاء علمي حول "القيم المشتركة في البيئة العالمية".

وأشارت وسيلة الإعلام الإيرانية "هاميهان"، إلى أنه من المقرر أن يتحدث أحمدي نجاد "كضيف خاص" حول أهمية التعامل مع التهديدات ضد البيئة. 

ومن المتوقع أن يكون الاجتماع مغلقاً، حيث لم يتم الإعلان عنه على الموقع الإلكتروني الخاص بـ "NKE".

وفي الوقت نفسه، ظهرت صور أحمدي نجاد وديلي في بودابست على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية.

وحاولت يورونيوز الاتصال بالجامعة فيما يتعلق بزيارة الرئيس الإيراني السابق، لكنها لم تلق أي رد منها.

وذكر المكتب الصحفي لـ "NKE"، أنه لا يرغب في الإدلاء بتعليقات. بالإضافة إلى ذلك، لم تستجب وزارة الخارجية المجرية لطلبات التعليق.

زيارة "تسيء بشكل خطير" للجالية اليهودية المجرية

وعلقت السفارة الإسرائيلية في المجر على هذا الحدث بالقول إن زيارة محمود أحمدي نجاد إلى بودابست كانت إهانة "لذكرى الضحايا".

وقالت في تصريح ليورونيوز إن الزيارة "تسيء بشكل خطير وتدوس على ذكرى نحو 600 ألف يهودي مجري قتلوا خلال المحرقة".

وبحسب البيان، فإن الرئيس الإيراني السابق هو "منكر للهولوكوست ومسؤول بشكل مباشر عن الأحداث التي تسخر وتستخف وتشكك في الهولوكوست وضحاياها"، في إشارة إلى المؤتمر الذي يستمر يومين تحت عنوان "مراجعة المحرقة: الرؤية العالمية"، الذي عقد في طهران عام 2006.

وتشير السفارة الإسرائيلية في المجر أيضاً إلى أن محمود أحمدي نجاد، كرئيس إيراني، دعا أحمدي نجاد بانتظام إلى تدمير إسرائيل.

كما انتقدت رابطة التجمعات اليهودية المجرية "ماسيهيسز"(Mazsihisz) ، الدعوة الموجهة إلى أحمدي نجاد.

وقالت الرابطة في بيان لها إنه من غير المفهوم أن تسمح إدارة الجامعة الوطنية للإدارة العامة "للسيد أحمدي نجاد، المعادي للسامية حتى النخاع، بإلقاء محاضرة في إحدى جامعات النخبة في المجر".

"الأمر ليس مثيراً للغضب فقط، بل من المؤلم أيضًا أن يكون الرئيس الإيراني السابق في بودابست في نفس اليوم الذي تتذكر فيه الجالية اليهودية المجرية ضحايا (الهولوكوست) قبل 80 عامًا في هذا البلد وفي أوشفيتز. 

وأضاف البيان أن "استقبال أحمدي نجاد في بودابست يسيء بشدة إلى الجالية اليهودية المجرية التي تنعي قتلاها".

ودعت الرابطة، الجامعة الوطنية للخدمة العامة، بالاعتذار إلى "الجالية اليهودية المجرية التي أساءت إليها" مطالبة الحكومة المجرية "بشرح كيف، في ضوء العلاقات الإسرائيلية- المجرية الممتازة وسياسة الحكومة الداعمة للجالية اليهودية المجرية، كيف يمكن أن تتم دعوة أحمدي نجاد إلى المجر"

إنكار الهولوكوست

ولا يُعرف أحمدي نجاد، الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية من عام 2005 إلى عام 2013، باعتباره مدافعًا عن البيئة، بل يُعرف بمواقفه الإسلامية المتطرفة والمناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل وإنكار المحرقة.

وكان من أنصار البرنامج النووي الإيراني ومنع مفتشي الأمم المتحدة من زيارة المنشآت النووية في البلاد.

وفي ظل رئاسته، تدهورت أيضاً حالة حقوق الإنسان والأقليات في إيران بشكل كبير.

في عام 2005، في خطاب أشاد فيه بآية الله الخميني، الذي شغل منصب أول مرشد أعلى لإيران منذ عام 1979، قال أحمدي نجاد إنه "يجب محو إسرائيل من الخريطة".

ووصف المحرقة مراراً بأنها "أسطورة" ملفقة لغرض وحيد هو تمكين الشعب اليهودي من إنشاء دولته الخاصة.