أمارس العادة السرية وأصبت بالوسواس فماذا أفعل؟

منذ 1 سنة 331

أمارس العادة السرية وأصبت بالوسواس فماذا أفعل؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/1/2023 ميلادي - 7/7/1444 هجري

الزيارات: 31



السؤال:

الملخص:

شاب كان يُمارس العادة السرية، ويُدخل أشياء في دُبره، دون ميل للرجال، أصابه وسواس بأنه شاذ، وأنه غير مكتمل الرجولة، ويسأل: كيف يتخلص من شعوره بالعار؟

التفاصيل:

أنا شابٌّ في التاسعة عشرة من عمري، عانيت تلك السنة قلقًا ووساوس قهرية، وأتقدم في العلاج عن طريق شغل نفسي وتقبلها، منذ سنتين كنت أمارس العادة السرية، وتطور الأمر إلى أنني أُدخل أشياء في دبري، دون ميل للرجال أو الشذوذ، ثم إنني تركت ذلك الفعل، وأصبحت أمارس العادة عن طريق الأفلام الإباحية، لكني قبل يومين كنت أمارسها، وفجأة جاءني وسواس أنني شاذ بسبب تلك الأفعال التي اقترفتها، ومع أنني تبت إلى الله، فإني أحس بالعار والندم، وأني رجل غير متكامل، بسبب ما جنته يداي من قبل، وقد أتتني هذه الأفكار، بعد أن اقتنعت بأني لست شاذًّا، أرجو نصيحتكم؛ لأنني قرأت أن الشعور بالعار يسبب الانتحار والاكتئاب، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فقد قرأت مشكلتك وفهمتها جيدًا، وملخصها هو:

1- مارست العادة السرية، ومعها أفعال مشينة أخرى.

2- والآن تبت، لكن تأتيك خواطر بأنك شاذ جنسيًّا، وأنك لست رجلًا مكتمل الرجولة، وتقول: إنك أُصبت بوسواس قهري، وتعافيت منه.

3- تقول: إنك عندما اقتنعت أنك لست شاذًا، أتتك أفكار بأنك فعلت فعلًا يعتبر عارًا على مَن عمله.

4- وأن العار يسبب الانتحار والاكتئاب.

وأخيرًا تريد النصيحة، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: العادة السرية محرمة؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 5 - 7].

ثانيًا: ما دمت في كل مرة تفعلها تندم وتتوب منها، فأبشر بالمغفرة من رب غفور رحيم، حتى ولو تكررت منك، بشرط الندم في كل مرة، مع الاستغفار، والعزم على عدم العودة إليها، واجتناب أسباب التهييج الجنسي؛ للأحاديث الآتية:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَن ربِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى قَالَ: ((أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا، فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ، اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي؛ فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ))؛ [متفقٌ عَلَيهِ].

وعنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَجَاءَ بِقومٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّه تَعَالَى، فيَغْفر لَهُمْ))؛ [رواه مسلم].

وعن أَبي أَيُّوبَ خَالِدِ بنِ زيدٍ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَوْلا أَنَّكُمْ تُذْنبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلقًا يُذنِبونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ، فَيَغْفِر لَهُمْ))؛ [رواه مسلم].

ثالثًا: لست شاذًّا، ولكنك تعرضت لشهوة جنسية قوية، مع شدة المثيرات للشهوة والفراغ وعدم وجود مصدر حلال لتفريغ الشهوة فيه.

رابعًا: قولك: (إنك ارتكبت عارًا)، أقول لك: ما دمت تتوب بصدق في كل مرة تعمل المعصية، فلا تلفت لهذه الوساوس الشيطانية التحطيمية، وليس صحيحًا أن من ارتكب عارًا لا بد أن ينتحر أو يصاب بالاكتئاب.

خامسًا: أنصحك أن تُشغل فراغك بما ينفعك؛ فإن الفراغ مفسدة للدين والعقل.

سادسًا: اسعَ للزواج في أقرب فرصة تتاح لك؛ لأن بقاءك عزبًا يعرضك للفتن، خاصة أنك تعيش في دولة أبواب الشرور والفتن مفتوحة على مصراعيها.

سابعًا: أكثر من العلاجات الشرعية الآتية؛ وهي:

الدعاء.

الصلاة.

تلاوة القرآن.

الاسترجاع.

الصدقة.

الذكر.

الاستغفار.

ثامنًا: من شروط صحة التوبة:

الندم.

الإقلاع.

العزم.

فعليك بها، لازمها.

تاسعًا: اجتنب نهائيًّا كل مثيرات الشهوة الجنسية من نظر أو خلوة، فإن الله سبحانه لما نهى عن الزنى، ما قال: (ولا تزنوا)، وإنما قال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ ﴾ [الأنعام: 151] ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾ [الإسراء: 32]؛ ليعم النهي الزنا وكل ما قد يقرب له؛ من نظر وخلوة وتبرج.

حفظك الله، وشفاك، وثبتك، وأعاذك من الفتن.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد.